كشفت الطبعة الثالثة للمنتدى البيئي والتنمية المستدامة، المنظّم على مستوى حرم الجامعي بأميزور، أمس الأول، من قبل جمعية «إيكوفار»، بالتعاون مع النادي العلمي للهندسة المعمارية «أرشي بجاية»، لجامعة عبد الرحمان ميرة، عن توصياتها فيما من شأنه التمكين من التنمية المستدامة.
أكّد المشاركون أنّ هذه الطبعة ساهمت في وضع إستراتيجية وطنية للتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، وذلك عن طريق ترقية الحوار والتبادل بين الخبراء والحركة الجمعوية والإدارة، الذين يقترحون حلولا للمشاكل الراهنة المتعلقة بالتنمية و المحيط.
ووفقا لمنظّمي هذا المنتدى، ومن بينهم الأستاذة هاشمي، تعتبر هذه الغاية رهينة التّحول الطاقوي، حيث تملي الانتقال من حضارة بشرية مبنية أساسا على الطاقة «الأحفورية»، أي الناتجة عن الحفر والتنقيب فى باطن الأرض، والتي تعدّ ملوثة ومتوفرة ورخيصة، إلى حضارة تكون فيها الطاقة متجددة، غالية، وأقل تلويثا، ولبلوغ هذه الغاية من الضروري استبدال الطاقة «الأحفورية» بالطاقة المتجدّدة، وتحسيس المواطنين ودعوتهم إلى التغيير الايجابي عن طريق إدماج ثقافة المحافظة على المحيط، بانتهاج طريق الرسكلة، وخلق شركات ناشئة مثلا قصد تعزيز تطبيق استعمال الطاقات المتجددة وحثّ المؤسسات على إنتاج وتطوير المواد الإيكولوجية، مضيفة أن التّحول في مجال الطاقة ضرورة ملحّة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ظاهرة أخرى، تعدّ من بين مخلفات الحضارة، ألا وهي تغيّر المناخ، حيث أن تخفيف عواقب ذات الظاهرة، يستدعي، حسب ذات المتحدثة، تقليص ومحاربة التلوّث بشتى أنواعه، وتحسيس المجتمع عن طريق استهداف المنازل وإشراك تسيير النفايات، تربية الأطفال، واستخدام التكنولوجيات البيئية، من أجل تقليص الاحتباس الحراري وتشجيع الإنتاج المحلي الإيكولوجي والبيولوجي.
ومن جهة أخرى، تمّ بهذه المناسبة، مناقشة مسألة فرض الضريبة البيئية على الملوّثين، فضلا عن فرض عقوبات على مرتكبي الأعمال التي تفتقد إلى قيم المواطنة، كما ينبغي منح أهمية كبرى لحماية المساحات الخضراء والأنظمة البيئية سواء البحرية أو الغابية.
وأفضى تقييم الإجراءات والسياسات المتّبعة في المجال البيئي والهندسي، إلى ضرورة تكوين الجماعات الإقليمية والفاعلين الصناعيين المحليين والجمعيات التي تشمل جميع جوانب التحوّل الطاقوي، وهو التكوين الذي من شأنه السماح للمساهمين في إحداث العناصر القاعدية للتغير المناخي، من خلال وضع معالم أساسية للتسويات الوطنية، بغية بلوغ التحوّل الطاقوي والقيام رفقة الخبراء بتحليل صعوبات تجذيرها واستدامتها، وتتعلّق أحد رهانات هذا المنتدى بالتحدّيات البيئية بمختلف مظاهرها، من ماء، مناخ، تنوع بيولوجي، تهيئة وهندسة معمارية، وقد تمّ في هذا الصّدد، اقتراح بعض المفاهيم الملازمة للمدن الإيكولوجية التي أصبحت ضرورية إذا ما أردنا حماية نظامنا البيئي.