لم تتبلور لحد الآن طبيعة الإجراءات التنظيمية الاستباقية المنتظر تسطيرها من قبل مديرية التجارة لتنظيم الأسواق والأنشطة التجارية بولاية بومرداس أياما قليلة قبل حلول شهر رمضان الفضيل، الذي تزدهر فيه التجارة الفوضوية والمضاربة في مختلف الأسعار من منتجات فلاحية ومواد غذائية ذات الاستهلاك الواسع، خاصة وأن الولاية لا تزال تحصي نقاطا سوداء عديدة تقارب 40 نقطة وأزيد من 1100 تاجر فوضوي تمرّدوا وعزفوا الدخول لممارسة النشاط في الفضاءات المهيأة.
ككل سنة مع اقتراب شهر رمضان، تبادر مديرية التجارة لبومرداس في إطار الترتيبات المتخذة من قبل الوزارة الوصية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الاحترازية لتنظيم الأنشطة التجارية وضمان التموين العادي، وبكمية كافية لمختلف المنتجات من خضر وفواكه ومواد غذائية أساسية تهدف إلى حماية المستهلك ومحاربة كل أشكال المضاربة والاحتكار الممارس من قبل بعض التجار الذين يستغلون مثل هذه المناسبات الاجتماعية الهامة لاستغلال المواطن ومحاولة الربح السريع.
وكشفت مصادر من مديرية التجارة عن إمكانية تنظيم عدة نقاط وفضاءات تجارية على مستوى الدوائر الكبرى لتجميع التجار والباعة المتنقلين لتنظيم النشاط وتقريبه من المواطن، لكنها تبقى حسب ما كشفت عنه السنوات السابقة مهمة صعبة لعدة اعتبارات أبرزها صعوبة التنسيق مع السلطات المحلية ورؤساء الدوائر والبلديات في الإشراف على إقامة مثل هذه الفضاءات بعد فشل عملية تطهير وإدخال التجار الفوضويين إلى المربعات المخصصة لهم على مستوى عدد من الأسواق المغطاة والجوارية، التي أنشئت في اغلب البلديات وأحيانا بمعدل سوقين وأكثر في الدوائر الكبرى على غرار خميس الخشنة، بودواو، يسر وغيرها في إطار الحملات المتكررة لمحاربة التجارة الفوضوية التي تغزو الأحياء وأرصفة الطرقات.
ومثلما اعتاد عليه المواطن في السنوات الماضية خلال شهر رمضان، يتطلّع سكان الولاية لفتح أسواق تضامنية لعرض مختلف المنتجات بأسعار معقولة وأحيانا من المنتج إلى المستهلك مباشرة بالتنسيق مع بعض الهيئات المحلية للحد من جشع التجار وحماية المستهلك، مع التشديد على أهمية فتح فضاء تجاري في كل دائرة على الأقل وعدم الاقتصار فقط على عاصمة الولاية مثلما جرت عليه العادة السنة الماضية لتقريب مثل هذه الأسواق من كافة مواطني الولاية، والعمل على حماية الفئات الهشة في المجتمع والعائلات ضعيفة الدخل بتنويع السلع المعروضة، لتشمل أيضا الأدوات الكهرومنزلية وملابس الأطفال بالخصوص التي تبقى من الهواجس الكبيرة للعائلات التي تحضّر مسبقا لاستقبال مناسبة عيد الفطر.