شهدت ضواحي العاصمة الليبية اشتباكات عنيفة أمس، بين القوات المسلحة الليبية (الشرق الليبي) و قوات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق (الغرب الليبي).
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات أممية ودولية للتهدئة وضبط النفس وتفادي التصعيد الذي من شأنه أن يزيد في تعميق معاناة الشعب الليبي ويهدد انسجامه ووحدة أراضيه.
ويأتي هذا التصعيد العسكري غير المسبوق في طرابلس وبعض ضواحيها بالتزامن مع استعدادات عقد «المؤتمر الجامع» للحوار الشامل والمصالحة الوطنية المقرر من 14 الى 16 أفريل الجاري في «غدامس» برعاية أممية وبمشاركة جميع أطياف وشرائح الليبيين لحسم موعد الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية في هذا البلد.
واتهم السراج المشير حفتر ب»الانقلاب» على الاتفاقات الدولية, وتوعد بمواجهة قواته ب «قوة وحزم». وقال فايز السراج عن حفتر انه «نقض العهد بعد أن عبر عن استعداده للمشاركة في العملية السياسية».
وهناك مخاوف من احتدام الصراع في ليبيا, عقب إعلان سلاح الجو التابع لحفتر, بدء العمليات الجوية فوق سماء العاصمة الليبية طرابلس.
البعثة الأممية باقية
هذا ونفت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ضمنيا نبأ تردد عن مغادرتها العاصمة طرابلس عن طريق البر نحو تونس، وشددت على أن البعثة الدولية تواصل عملها في هذه المرحلة الصعبة والحرجة.
وفي سياق متصل دعت ماريا ريبيرو المنسق الإنساني للأمم المتحدة في ليبيا الأطراف المتنازعة إلى تنفيذ هدنة إنسانية مؤقتة والالتزام بها من أجل إجلاء المصابين والمدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات الدائرة حول العاصمة الليبية طرابلس.
ارتفاع حصيلة الضحايا
وقتل 32 شخصا وأصيب خمسون بجروح منذ بدء هجوم قوات المشير خليفة حفتر الخميس باتجاه العاصمة الليبية، وفق حصيلة جديدة أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني أمس.
وتحدث وزير الصحة في طرابلس أحميد عمر عبر قناة «ليبيا الأحرار» التلفزيونية عن وجود مدنيين بين الضحايا دون أن يحدد عددهم. من جهته، أفاد «الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر مساء الأحد أنه خسر 14 من مقاتليه.
واشنطن لا تدعم حفتر
ودعت واشنطن إلى «وقف فوري» للهجوم، إلا أن القوى الكبرى لم تتمكن من الاتفاق على موقف مشترك الليلة الماضية في مجلس الأمن حول ليبيا.
وفي رسالة تداولها عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أبلغت وزارة الخارجية الأميركية حفتر بأنها «لا تدعم» العملية العسكرية، وحثته على التوقف «فورا» عن التحرك إلى المدينة والعودة إلى المواقع السابقة.
وكانت بريطانيا التي دعت إلى عقد جلسة مجلس الأمن اقترحت صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن لكنّ روسيا اعترضت على ذلك فغاب الإجماع وسقط المقترح البريطاني.
وطالبت روسيا، بأن يشمل النص «مطالبة كل الأطراف الليبية بوقف الاقتتال «، وليس مطالبة «خليفة حفتر لوحده».
وتقول موسكو، أنها لا تلعب أي دور في الأحداث الجارية في ليبيا، وتنسق مع جميع الأطراف بما فيها البعثة الأممية، لوقف العمليات القتالية وتهيئة الوضع للحل السياسي.
وتركزت المعارك جنوب طرابلس، لاسيما في محيط المطار الدولي المتوقف منذ تدميره في معارك في العام 2014.