يواصل آلاف المتظاهرين السودانيين اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، داعين المؤسسة العسكرية لدعم مطالبهم، فيما أوردت مصادر طبية سقوط قتيلين (مدني وعسكري) بالعاصمة.
وقد انتشرت قوات الجيش السوداني في محيط مبنى قيادته العامة أمس الاثنين، وأفاد شهود أن عناصر الأمن أطلقوا الغاز المسيل للدموع على المحتجين في محاولة لتفريقهم، بينما تدخل عدد من الجنود لحماية المعتصمين، ونصبوا الحواجز في محيط مقر القيادة. ودعا المتظاهرون الجيش لدعم مطلبهم بتغيير النظام.
ويتظاهر الآلاف منذ السبت خارج المجمع حيث يهتفون بشعارات مناهضة للحكومة، ودعوا الجيش لدعمهم في المطالبة باستقالة الرئيس.
وانفجر الغضب الشعبي من تردي الأوضاع الاقتصادية في الشارع، عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.
وسرعان ما تصاعدت وتيرة التحرك ليتحول إلى مسيرات في أنحاء البلاد ضد السلطة الحاكمة.
وبينما تراجع حجم وكثافة المظاهرات في الأسابيع الأخيرة جراء إعلان حالة الطوارئ، شهد السبت عودة الزخم للحركة مع خروج آلاف المتظاهرين في مسيرة وصلت إلى مقر القيادة العامة للجيش.
واختار منظمو المظاهرات تاريخ السادس من أبريل من أجل الدعوة إلى الاحتجاجات وإحياء ذكرى انتفاضة عام 1985 التي أطاحت آنذاك بنظام الرئيس جعفر النميري.
تحذير من حرب أهلية
حذرت الحكومة السودانية من إمكانية وقوع حرب أهلية بسبب «الاستقطاب السياسي الحاد» في البلاد.
وفي السياق حذر وزير الإعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية حسن إسماعيل, , من «مغبة وقوع حرب أهلية بسبب حالة الاستقطاب السياسي الحاد».
واتهم جهات ومنظمات خارجية وجاليات مرتبطة ب»تجمع المهنيين» والمعارضة ,بجمع أموال كبيرة لتمويل حركة الاحتجاجات التي يشهدها السودان.
وقال إسماعيل, إن المعارضة «ظلت في اتحاد المهنيين السودانيين- (كيان معارض)-, وحلفائهم في جبهات مختلفة , يعملون على تعبئة عالية لأنصارهم وأتباعهم وللمواطنين قبل نحو عشرة أيام».
واتهم المعارضة برفض الحوار مع الحكومة, قائلا ان «المعارضة تردد قولا واحد وهو إسقاط الحكومة ما يدل على رفضهم للحوار وما يترتب عليه, والمتعلق بتقديم الرؤية والفكرة».
وتابع وزير الإعلام السوداني ,إن «تجاوز حالة الاستقطاب السياسي سيكون في حالة واحدة متعلقة بالاتفاق على الشراكة في الميدان السياسي، وبغير هذا سننحدر إلى حالة اللااستقرار، وعدم الاعتراف بالآخر، وإلى حرب أهلية».
وتشهد مدن سودانية منذ 19 ديسمبر الماضي احتجاجات صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 32 قتيلا وفق اخر إحصاء حكومي فيما تقول منظمة العفو الدولية إن العدد بلغ 51 قتيلا.
انقطاع كامل للكهرباء
في خضمّ الأزمة التي تواجهها، أعلنت وزارة الموارد المائية والكهرباء السودانية عن انقطاع التيار الكهربائي في كافة ولايات البلاد.
وعزا المتحدث باسم الوزارة إبراهيم يس شقلاوي سبب انقطاع الكهرباء إلى «عطل طارئ» في أحد خطوط محطات التوليد المغذية من دون تحديد موعد إصلاحه.
ووقع الانقطاع في الوقت الذي تشهد فيه الأحوال الجوية بالبلاد درجات حرارة مرتفعة.