انطلقت، أمس، فعاليات الملتقى الدولي الثامن للسيرة النبوية حول «الشباب والتنمية المجتمعية في ضوء السيرة النبوية»، الذي استقطب عددا كبيرا من المفكرين والشيوخ وأهل الاختصاص في علم الاجتماع وعلم النفس وغيرها من المجلات التي من شأنها أن ترسم وتحدد آليات النهضة بتفكير الشباب من أجل صياغة غد أجمل يبنى بسواعدهم وتفكيرهم، من أجل توجيههم توجيها صحيحا ومن أجل الحفاظ على مقدرات هذا الوطن كما أوضح لـ»الشعب» مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ورڤلة محمد عمر حساني.
يعالج هذا الملتقى جوانب متعددة من الإشكالية المطروحة، كما يظهر بشكل واضح الإهتمام بدور تكنولوجيا وسائل الاتصال الجديدة التي أضحت جزءا لا يتجزأ من واقع الحياة المجتمعية بل أضحت في أحيان كثيرة تلعب دورا بالغ الأهمية في نشر الأفكار وتعزيز القناعات وباعتبارها فضاء للمناقشات أيضا.
وبهذا الصدد ذكر من جهته الدكتور ميلود ولد الصديق الذي تتمحور مداخلته حول التنمية المجتمعية ومنصات التواصل الاجتماعي نحو تعزيز آليات سيبرانية مؤثرة في تحقيق غاية المحافظة على القيم الوطنية الإسلامية في الوسط الشباني والطلابي والتي تعد استقراء للواقع الجزائري الحالي الذي يصل تعداد مرتادي منصات التواصل الإجتماعي فيه إلى أكثر من 18 مليون شخص حسبه.
يبحث من خلال ورقته العلمية عن الآليات التي يمكن استغلالها في فائدة تعزيز القيمة المضافة لهذه الفئة مجتمعيا، خاصة وأن الشباب يعد من أكثر الفئات استخداما لهذه الوسائل وأكثر ارتباطا بهذه المنصات التي يقدمون من خلالها أفكارهم ويعبرون فيها عن أرائهم وانشغالاتهم في هذا الفضاء الحر غير المراقب، ويبحث في هذه الزاوية عن كيفية العمل من أجل الإستفادة من هذا الكم الهائل من الشباب الذين يرتادون مواقع التواصل الإجتماعي وكيف يمكن تحويل هذه الفضاءات لآلية للتنمية المجتمعية.
وفي نفس السياق كشفت الدكتورة هويدا عز الدين عبد الرحمان من دولة السودان خلال مداخلتها حول التحديات المجتمعية التي تجابه الشباب «الأثر النفسي والاجتماعي للشائعة»، أن هذه الورقة تبحث بشكل أساسي في انتشار الشائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتأثيرات الاجتماعية والنفسية السلبية المترتبة على انتشار الشائعات بالنسبة للشباب في المجتمع المعاصر بهدف توعية الشباب والمجتمع على أهمية تحري المصداقية في التحدث ونقل الأخبار والشفافية، خاصة في ظل التواصل التقني وانتشار المعلوماتية والفضاء المفتوح الذي جعل من السهل تناقل الأخبار عبر فضاء مفتوح وفي مدى زمني مفتوح والتخفي في صور مختلفة مما يصعب رصد متداولي الشائعات أوالشخص الأساسي المسؤول عن انتشارها.
وركز الملتقى الدولي الذي تتواصل فعاليته على مدار يومين بقاعة المحاضرات بمديرية جامعة قاصدي مرباح بورقلة على عدة زوايا من بينها آليات تفعيل الشباب وإدماجهم الحضاري، دور الشباب في العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية، الشباب والهوية الثقافية، الشباب والوقاية من التطرف، الإعتدال في الخطاب الديني وآثاره على الشباب وغيرها.
يذكر أن الملتقى الدولي الثامن للسيرة النبوية حول «الشباب والتنمية المجتمعية» الذي سجل مشاركة شيوخ وباحثين وأكاديمين من 8 دول عربية وإفريقية وهي السودان، موريتانيا، تونس، المغرب، الأردن، قطر، الإمارات، السنغال بالإضافة إلى كوكبة من الباحثين الأكاديمين والشيوخ الجزائريين عرف أيضا تنظيم وصلات إنشادية ولوحات ثقافية علمية خلال فواصل فعالياته.