طباعة هذه الصفحة

رحيل الباءات الثلاث يتصدر مطالب سابع مسيرة سلمية بالعاصمة

تأكيد التلاحم والمساندة بين الشعب والجيش في كل الظروف

آسيا مني

خرج الجزائريون، أمس، في مسيرة للمطالبة بمواصلة التغيير الجذري واستكمال ما تحقق منذ الدعوة الأولى التي تصادفت جمعة 22 فيفري الماضي، الرامية في جوهرها إلى بناء جزائر مستقلة ديمقراطية في كنف السلم والأمان بكفاءات تليق بالمرحلة المقبلة التي يطمح إليها كل جزائري.
مواطنون بالرايات الوطنية في مسيرة أخرى، رفعوا شعارات معبرة عن آمالهم ومواقفهم الحرة لمستقبل أفضل للبلاد، طغت عليها الحناجر المدوية بشعار «الجيش الشعب خاوة - خاوة»، مبدين بذلك مساندتهم لقرارات المؤسسة العسكرية التي كانت ولا تزال حريصة على ضمان الإنتقال السلس للبلاد.
جمعة سابعة سلمية، ميزتها صور التضامن بين الشعب وجيشه، لتعطي مرة أخرى درسا للعالم ككل أن الجزائر قوية بجيشها وشعبها معادلة يتم التأكيد عليها في كل مرة تعيش فيها البلاد المحن، علاقة قوية ما فتئت تتعزز في كل مرة وذلك بفضل التزام قيادة الجيش الوطني الشعبي الذي لا طالما أكدت حرصها على المصلحة العليا للوطن دون سواها.
...مسيرة أصر فيها كل غيور ومحب لوطنه على ضرورة إستكمال ما تبقى من مسار التغيير التي بدأت الدعوة إليها منذ أكثر من شهر وإن تحقق مطلبهم الرئيس، إلا أنهم يطمحون إلي فرض المزيد من خلال تغيير كل الوجوه وعلى رأسها الشخصيات الثالثة الحاملة لحرب «الباء» هكذا فضلوا مناداتها.
جزائريون، رجالا كانوا أم نساء من مختلف الأعمار حملوا شعارات ديمقراطية في مسيرة سلمية مثلها مثل سابقاتها من حيث التنظيم والهدوء والسلمية، أعربوا من خلالها عن مواقفهم المساندة لقرارات المؤسسة العسكرية ودعوتها مرة أخرى للحرص على مواصلة الانتقال السلس في إطار ما ينص عليه الدستور الجزائري واستكمال المسار من أجل اختيار من يقود البلاد في ظل الشفافية.
ليكون بذلك الجزائريون قد ضربوا موعدا سابعا مع معركة التغيير آملين في غد أفضل في ظل والوحدة والاستقرار، ليسجل بذلك التاريخ مسيرة سلمية تضاف إلى مختلف المسيرات التي خرج فيها المواطن الجزائري للتعبير عن موقفه في التغيير الحقيقي من أجل مستقبل أفضل للبلاد والعباد والتي تمكن من خلالها من تحقيق مطالبهم والتي يرغبون في استكمالها ما تبقى منها بما يضمن غد مشرق لأجيال أخرى.
وإن كانت الشعارات كلها حول كيفية استكمال المسار إلا أن هناك من فضل التعبير عن الوضعية الاجتماعية والمهنية المزرية التي يعيشونها والتي جعلتهم يصرون على الخروج في كل مرة معبرين عن رفضهم للوضع المعيشي الحالي وحقهم في الظفر بحياة أفضل.
والحديث عن الجو العام للمسيرة يقودنا لامحالة لوصف الجماهير الغفيرة التي امتلأت بها الساحات والشوارع من مختلف الأعمار، عبروا من خلالها عن مواقفهم المدافعة عن جزائر العزة والكرامة، رفعوا شعارات عديدة نادت بأهمية مواصلة المسار الرامي إلى جزائر أفضل لتكون بذلك جمعة 5 أفريل مسيرة ثابتة بمواقف ومطالب كانت قدر رفعت من المسيرة الأولى من تاريخ 22 فيفيري.
وعلى غرار كل جمعة عرفت شوارع العاصمة تعزيزات أمنية مكثفة من أجل تأطير حشود المواطنين من جهة والتدخل في أي حالة من حالات الانزلاق وكذا لضمان أمن المواطن وممتلكاته مع الحرص على تأمين مختلف الهيئات العمومية ذات الطابع الحساس على غرار منع اقتراب المتظاهرين من مقر الرئاسة بالمرادية وكذا قصر الحكومة.
ولم تمنع مختلف التعزيزات الأمنية المتمركزة بقلب العاصمة من استكمال المتظاهرين لمسيرتهم السلمية التي اتسمت بجو احتفائي ديمقراطي عبر خلاله المواطنون بكل حرية عن مواقفهم ورؤيتهم المستقبلية للجزائر.
لتبقى بذلك المسيرة في جزائر العزة والكرامة يضرب المثل ويقتدى بها عالميا بمحافظتها على طابعها السلمي بعد أن طبعتها أجواء هادئة ميزتها حركية تجارية وأجواء تضامنية أخوية.