جوادي: الحرب النائمة والجريمة المستمرة في حق الأبرياء
نوه المتدخلون، أمس، في ندوة تاريخية بيومية المجاهد التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لضحايا الألغام أمس، تخليدا لشهداء ضحايا الألغام أثناء الثورة التحريرية، بالمجهود الكبير والمشرف لأفراد الجيش الوطني الشعبي في تطهير الأراضي الجزائرية من الحدود الشرقية إلى الغربية من الألغام التي وضعها الاستعمار الفرنسي، وخلفت 4330 ضحية أثناء حرب التحرير وبقيت تحصي 2470 ضحية .
إستعرض العقيد حسان غرابي مكلف بنزع الألغام بوزارة الدفاع الوطني، فترة تلوث المحيط إبان حرب التحرير سنة 1956 وتواصلت إلى غاية وقف إطلاق النار في مارس 1962، والكثافة كانت أكثر في الحدود الشرقية خاصة بالطارف، سوق أهراس، قالمة و تبسة وبالنسبة للغرب مست تلمسان، النعامة وبشار وأنواع المتفجرات التي زرعت هي ثلاثة المضيئة، المتفرقعة والمضغوطة، بحيث أن كثافة التلغيم في 1962 وضع 11 لغم للشخص الواحد للقاطنين بالأماكن الحدودية، مؤكدا أن الهدف هو الوصول إلى صفر لغم وصفر ضحية قائلا:» الندوة تعتبر مرافعة لبلد عاني من الألغام».
في هذا السياق أوضح أن مرحلة مكافحة الألغام خلال الفترة 1956-1962، ومن 1963 إلى 1988 كلف الجيش عبر فيلقين واحد بالشرق بالقالة والأخر مقره بالغرب بمغنية بتفكيك سد موريس وشال، مذكرا بإنضمام الجزائر لإتفاقية أوتاوا لحظر الألغام التي دخلت حيز التنفيذ 2002 وفي أول ديسمبر 2016 إنتهت عملية التطهير على مستوى 93 منطقة مشبوهة، مضيفا أن أول مرجع هو مخطط نيروبي الذي وضعته الجمعية العامة للبلدان المنخرطة في الإتفاقية، بهدف تقوية قدرات المصابين والتوعية لكسب سلوك ملائم بالتبليغ عن مكان وجود اللغم لتتخذ المصالح المختصة لنزعه.
في هذه النقطة أشار ممثل وزارة الدفاع الوطني إلى أن 7300 ضحية تحصلوا على منحة وتغطية صحية وإجتماعية، واستفادوا مشاريع مصغرة قامت بها وزارة الدفاع بالتنسيق مع المجتمع المدني الممثل في الجمعية الوطنية لضحايا الألغام. علما أن 4330 ضحية أثناء الحرب و2470 ضحية بعد الإستقلال، كما تم نزع مليون و35 لغم وتطهير 12 ألف و400 هكتار من الأراضي وتدمير مخزون الألغام لدى الجيش الوطني الشعبي بميدان حاسي بحبح للطيران المقدر ب113580 لغم.
من جهته، أشاد رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الألغام محمد جوادي بمجهودات قوات الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، في تطهير الأراضي من الألغام قائلا:» نشكر الجيش الذي لم يبخل شبابه وحماية حدودنا وتطهير المنطقة من الألغام فهو حصننا الحصين وذرعنا الأمين»، مشيرا إلى أنه تعامل مع العقيد غرابي مدة أكثر من 15 سنة في كل الحقول، واصفا الألغام بالحرب النائمة والجريمة المستمرة في حق الأبرياء من فلاحين، رعاة وأطفال.
وأبرز جوادي مجهودات الدولة الجزائرية، التي لم تتخل عن الضحايا وقامت بالتكفل بهم ماديا، اجتماعيا وصحيا، مطالبا الدولة المستعمرة بتعويض الضحايا، مؤكدا أن سنة 2018 لم تسجل أي ضحية.