يواصل الشعب الفلسطيني كفاحه المستميت من أجل استرداد أرضه في مساره تحرري يقارع فيه الاحتلال ومنطق شرعنته في الوقت الذي تمارسه الإدارة الأمريكية التي لم تعد تلق بالا للشرعية بل تدهسها بالأقدام يوميا ؟ كيف لا وهي ترفع صفة المحتلة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وغير بعيد عنها توقيع ترامب على مرسوم يقر بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة ؟.
هذا التآمر الدولي على الشعب الفلسطيني الذي استهل بوعد بلفور المشؤوم لم يمنع هذا الشعب من مواصلة كفاحه و نضاله من أجل استرجاع أرض أبائه وأجداده والمعركة بين الحق والباطل مستمرة وستحسم حتما لصالح الحق.
إن الذكرى 43 ليوم الأرض هي أكبر من مجرد وقفة رمزية يجدد فيها الشعب الفلسطيني تشبثه بأرضه، لكن دلالتها أكبر من ذلك بكثير، حيث انها محطة يؤكد فيها هذا الشعب الصامد أمام العالم أجمع أنه موجود وأن العقود السبعة على احتلال أراضيه واللجوء القسري الظرفي الذي يعيشه فلسطينيو الشتات والاغتراب الذي يعيشه فلسطينيو الداخل لم ينسهم أن أرضهم هي فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال الصهيوني وأن هدفهم الأوحد والمقدس هو العودة إليها كما لا ينسي فلسطينو الداخل أنهم ليسوا إسرائيليين وإن اضطروا إلى حمل هويات و جوازات الاحتلال مجبرين إلى حين ؟ .
فلسطينيو الداخل أو عرب 48 كما يسميهم البعض في تمييع واضح لقضيتهم ؟ مازالوا يشكلون شوكة في حلق الاحتلال لأنهم همزة الوصل التي تربط الحلقات ببعضها وهم الشاهد الحي على فلسطينية الأرض والسماء، لهذا هناك محاولات صهيونية خبيثة لتحويلهم إلى مجرد جالية أجنبية في أرضهم خاصة بعد إعلان «يهودية الدولة» هي الخطوة التي تم من خلالها ترسيم عنصرية هذا الكيان بنص قانوني وهي حالة لا يشبهها في التاريخ الحديث إلا جنوب إفريقيا في زمن الآبارتايد ؟ ووفق هذا المنطق العنصري سيتم اعتبار الفلسطينيين مجرد جالية أجنبية في أرضهم سيكون عليهم الرحيل متى طلب منهم ذلك وهذه ليست إلا خطوة نحو إعلان يهودية الدولة ؟
إن كل هذه المناورات المدعومة أمريكيا - للأسف- سيكون مصيرها الفشل وهذه الغطرسة والإمعان في هذا الجبروت لن يزيد الشعب الفلسطيني، رغم قلة حيلته، إلا تمسكا بأرضه وحجارة الطفل الفلسطيني هي من ستكسر جبروتكم وتعيد الأرض إلى أصحابها فلا تستهينوا بها ؟.