جمعة جديدة تواصلت فيها المسيرات السلمية الحضارية عبر مختلف الأحياء الرئيسة لوسط العاصمة.. سيول بشرية حاشدة ضربت موعدا للمرة السادسة منذ الساعة الأولى من صباح أمس، لتؤكد مرة أخرى تمسكها بمطالبها المتضمنة في جوهرها التغيير الجذري، داعية إلى تسير شؤون البلاد بوجوه جديدة لبناء مستقبل جزائر أفضل، يصونها أبناؤها في ظل والوحدة والاستقرار.التفاصيل ترصدها «الشعب» في هذا الاستطلاع.
مسيرة كبيرة شارك فيها المواطنون والمواطنات من مختلف الأعمار حملوا شعارات ديمقراطية معبرة عن آمالهم ومواقفهم الحرة من أجل مستقبل الوطن توشح خلالها كل المتظاهرين بالرايات الوطنية رافعين شعارات التغير الجذري والإصلاحات العميقة للنظام السياسي.
جماهير غفيرة امتلأت بها الساحات والشوارع من مختلف الأعمار، جاؤوا لتأكيد مواقفهم المدافعة عن جزائر العزة والكرامة، رفعوا شعارات نادت بأهمية المحافظة على طابعها الديمقراطي السلمي، بعيدا عن أي سلوكيات غير قانونية.
ككل جمعة سار المتظاهرون عبر شوارع العاصمة التي تزينت بالرايات الوطنية. من ساحة أول ماي إلى ساحة أودان مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي والبريد المركزي كان توافد الحضور منذ الساعات الأولى من صباح أمس، لم ينتظروا صلاة الجمعة للقيام بالمسيرة التي أدهشت العالم بسلميتها وتحضرها، وفضلوا أداءها في الشوارع.
جعل المتظاهرون من جمعة 29 مارس، مسيرة صمود وثبات - على حد قولهم - لمواقف ومطالب رفعت منذ أول انتفاضة بتاريخ 22 فيفري لتكون بذلك شبيهة بالتجمعات التي سبقتها من حيث طابعها السلمي الموحد الراغب في التغيير لا غير، بعيدا عن أعمال قد تسيء للبلاد والعباد.
ليكون بذلك الحراك سلميا طبعه جو احتفائي ديمقراطي عبر خلاله المواطن بكل حرية عن مواقفه ورؤيته المستقبلية للجزائر، معبرا في الوقت ذاته عن الوضعية المزرية التي يعشها في حياته التي جعلته يصر على الخروج في كل مرة للتعبير عن رفضه القاطع للوضع المعيشي وحقه في حياة أفضل.
وعلى غرار كل جمعة، عرفت شوارع العاصمة تعزيزات أمنية مكثفة من أجل تأطير حشود المواطنين من جهة والتدخل في أي حالة من حالات الانزلاق وكذا لضمان أمن المواطن وممتلكاته مع الحرص على تأمين مختلف الهيئات العمومية ذات الطابع الحساس على غرار منع اقتراب المتظاهرين من مقر الرئاسة بالمرادية وكذا قصر الحكومة.
سجلت شوارع الجزائر مرة أخرى مسيرة سلمية تضاف إلى سجل المسيرات السابقة التي خرج فيها المواطن الجزائري للتعبير عن موقفه في التغيير الحقيقي من أجل مستقبل أفضل للبلاد والعباد.
تبقى بذلك المسيرة تحافظ على طابعها السلمي وأجوائها الهادئة متمسكة بالحركية التجارية عادية والتي باتت تعرف تزايدا في كل مرة، حيث بات المتظاهرون يتبضعون بصورة عادية، دون أن ننسى الطابع التضامني الذي لا يزال حاضرا وبقوة من خلال وضع قارورات الماء المعدني على الطريق من أجل المتظاهرين، وحتى تحضير «السندويشات» بالجبن والبيض لا «الكاشير» على حد تعبير بعض الشباب بالمحطة البرية تافورة.