تشهد ولاية عنابة هذه الأيام احتجاجات متواصلة لطالبي السكن الاجتماعي على وجه الخصوص، والذين ما يزالون في سكنات هشة وبنايات فوضوية، مطالبين المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية توفيق مزهود بتحقيق مطالبهم المشروعة في الحصول على سكنات لائقة، تنقلهم من حياة مزرية إلى حياة أخرى تحفظ لهم كرامتهم وكرامة أبنائهم.
أكد طالبو السكن بعنابة على مواصلة احتجاجهم إلى غاية تنفيذ السلطات الوصية لوعودها بترحيلهم في أقرب الآجال، على غرار المقصيين من حصة 7 ألاف سكن من أصحاب الطعون، والذين احتجوا أمام مقر الولاية مطالبين توفيق مزهود إعادة النظر في قائمة الطعون التي لجؤوا إليها، بعد أن وجدوا أنفسهم مقصيين بالرغم من أقدمية ملفاتهم التي تستوفي الشروط القانونية للحصول على سكن.
وأشار المحتجون إلى أن رئيس دائرة عنابة أكد لهم إعادة النظر في ملفاتهم السكنية في القريب العاجل، وبمجرد الانتهاء من توزيع مقررات الاستفادة على المستفيدين من حصة 7 ألاف سكن اجتماعي، على أمل تجسيد وعودهم على أرض الواقع.
قاطنو البيوت الفوضوية بحي «القنطرة» احتجوا بدورهم أمام مقر الولاية أول أمس، حاملين شعارات تطالب بالتفاتة السلطات إليهم، وانتشالهم من الحياة المزرية التي يعيشونها منذ عشرات السنين، داخل بيوت تكاد تنهار على من فيها، وتنعدم فيها أدنى شروط الحياة.
فقد أكد المحتجون بأن السلطات المعنية لم تقم بإحصائهم للاستفادة من سكنات اجتماعية، بالرغم من أنه هناك مشروع يفيد بهدم البيوت القصديرية لبناء مكانها سكنات «عدل» بمنطقة «القنطرة» ببلدية سيدي عمار، حيث تلقى قاطنو البيوت الفوضوية إعذارات بمغادرتها من أجل تهديمها، دون الأخذ بعين الاعتبار المكان الذي سيلجأون إليه مستقبلا.
كما نظم سكان بلدية واد العنب احتجاجا أمام مقر البلدية، مطالبين أيضا بحقهم في السكن، ومواجهة التهميش الذي يطالهم من قبل المسؤولين، مؤكدين بأن بلدية واد العنب بعيدة كل البعد عن اهتمام السلطات المحلية، حيث تغيب عنها مشاريع التنمية والتهيئة العمرانية، وهو ما سبب أزمة حقيقية لقاطني هذه البلدية، الذين أكدوا على التصعيد في احتجاجاتهم بسبب الوعود الكاذبة التي يتلقونها في كل مرة للنظر في وضعيتهم المزرية.
بدورهم سكان أحياء واد النيل، بوحمرة، البركة الزرقاء وبيداري التابعة لبلدية البوني.. شنوا وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية عنابة، مطالبين بحقهم في سكن إيجاري عمومي، ومتسائلين عن التهميش الذي تعرفه هذه الأحياء في ظل صمت السلطات المحلية، التي تلقت في عديد المرات شكاوي السكان للنظر في وضعيتهم، التي باتت تتطلب تدخلا سريعا للمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي توفيق مزهود، لاتخاذ الإجراءات المناسبة، وتخصيص حصص سكنية لهذه الأحياء، مطالبين أيضا بضرورة استفادتها من التهيئة الحضرية والأمن ومختلف المرافق العمومية، وجعلها في مصاف الأحياء التي تشهد تهيئة متواصلة.
جميع المحتجبن طالبوا وبصوت واحد من السلطات الولائية الاستماع لانشغالاتهم، وفتح باب الحوار أمام الجميع دون استثناء، أو تفضيل حي على آخر، على اعتبار أن جميع القاطنين بالسكنات الهشة والبنايات الفوضوية لهم حق في سكنات اجتماعية لائقة، مستغربين في ذات السياق التهميش الذي يطالهم منذ سنوات، حيث كانوا يتلقون في كل مناسبة وعودا من قبل المسؤولين السابقين لترحيلهم، إلا أنها بقيت مجرد حبر على ورق، متأملين من والي عنابة الحالي توفيق مزهود النظر في وضعيتهم المزرية التي تفتقر لأدنى شروط الحياة..