التغيير الجذري للنظام السياسي في جمهورية جديدة
مسيرة سلمية أخرى في خامس جمعة عرفتها العاصمة أمس ومختلف الولايات رفعت شعار المطالبة بإصلاحات عميقة في جمهورية جديدة بنظام سياسي جديد، هكذا فضلت الجماهير الغفيرة ممن ضربت موعدا الساعات الأولى من صباح الجمعة القيام بها رافضة العهدة الخامسة، رغم أنها لم يعد لها وجود بعد أن إستجاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لمطلب الشارع. مع ذلك يبقى الجزائريون عبر مسيراتهم السلمية متمسكين بمطلب التغير الجذري ما من شأنه أن يقود الجزائر إلى مرحلة جديدة، موجهين نداءات عديدة مدافعة عن قضيتهم التي لا تزال محل تحفظ.
جماهير غفيرة خرجت، أمس، في مسيرة، من أجل التأكيد للمرة الخامسة على مواقفها المدافعة عن جزائر العزة والكرامة، فلا صوت يعلو على صوت السلمية ومصلحة الجميع. لم تمنعهم تساقط الأمطار الغزيرة درجات الحرارة المنخفضة، من الوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم من أجل إخراج الجزائر إلى بر الأمان.
شعارات عديدة نادت بأهمية المحافظة على طابعها الديمقراطي السلمي، بعيدا عن أي سلوكيات غير قانونية، من شأنها أن تمس بحضارية المسيرة التي أذهلت العالم بطابعها الإحتفائي وتنظيمها الدقيق.
يوم ليس ككل الأيام جمعة زالت فيها الفوارق، رفع الجزائريون فيها وطنهم عاليا فوق الرؤوس والأكتاف صورة زال فيها تعصب الملاعب حيث وحد الشارع فرقاء الكرة، العاطفة غلبت كل شيء وحس المواطن كان كبيرا، الأصوات كانت واحدة والأيادي صفقت مطولا من أجل التعبير عن أمالهم.
بالعلم كتبت الأخوة ورسمت الابتسامة، نساء توشحن بالأعلام الوطنية وأبناء تزينوا بالأحمر والأخضر والأبيض ورجال رافعو الراية عاليا من أجل جزائر مستقرة موحدة، في دعوة شاملة من أجل تحقيق تغيير جذري من شأنه أن يعيد الأمل مجددا إلى قلوبهم بعد اليأس والحيرة.
المسيرة هذه المرة كانت فرصة للتأكيد للمرة الألف على رفض المتظاهرين لأي تدخل أجنبي في شؤونهم الداخلية معتبرين الحراك قضية جزائرية مابين الشعب وحكومته والمشكل العائلي الذي سيتخطونه قريبا انطلاقا من إيمانهم بحبهم العميق للوطن وإصرارهم على المحافظة على أمنه واستقراره وفاء للعهد الذي قطعوه أمام الأرواح الزكية لمليون ونصف مليون شهيد ممن دفعوا النفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة بعيدا عن أي استعمار أجنبي.
وككل جمعة سار المتظاهرون عبر كل شوارع العاصمة التي تزينت بمختلف الرايات الوطنية،من ساحة أول ماي إلى ساحة أودان مرور بساحة حسيبة بن بوعلي والبريد المركزي.
لتكون بذلك جمعة 22 مارس شبيهة بالمسيرات السابقة بدءا 22 من فيفري الفارط من حيث الجماهير الغفيرة وإن تميزت هذه المرة بشعاراتها المرفوعة على لافتات من القماش باللون الأحمر كتبوا عليها بالون الأبيض والأخضر، ليصنع المواطن الجزائري التميز الذي لطالما عودنا عليه في مختلف الأحداث التي يطغى عليها الحس الوطني.
كل جمعة عرفت شوارع العاصمة تعزيزات أمنية مكثفة من أجل تأطير حشود المواطنين من جهة والتدخل في أي حالة الانزلاق وكذا لضمان أمن المواطن وممتلكاته مع الحرص على تأمين مختلف الهيئات العمومية ذات الطابع الحساس على غرار منع اقتراب المتظاهرين من مقر الرئاسة بالمرادية وكذا قصر الحكومة والمؤسسات السيادية الأخرى.