أمتعت مسرحية «أوهام الغابة» الموجهة للأطفال والتي أنتجها مسرح باتنة الجهوي بالتعاون مع تعاونية الربيع للثقافة والفنون، أمتعت عشّاق أب الفنون الصغار في عرضها الشرفي الذي احتضنته قاعة عروض مسرح باتنة.
أخرج المسرحية وأعاد معالجتها الدرامية الفنان عصام خنوش عن نص للكاتب والمخرج المسرحي العراقي قاسم مطرود. وتدور أحداثها حول حكواتي جوال يحل بالغابة عارضا خدماته على سكانها من الحيوانات لكنهم يستهزؤون به ويرفضون الإصغاء إلى حكاياته التي رأوا بأنها قديمة وتجاوزتها الأحداث مفضلين عنها الألعاب الإلكترونية. حينها حزن الحكواتي وقرّر أن يلقّنهم درسا على طريقته الخاصة بمساعدة طائر حكيم، فتنكّر في هيئة ثعلب خياط وفتح محلا بالغابة موهما سكانها بأنه سيخيط أحلى سترة لمن يأتيه بالعسل، وتتوالى أحداث العرض المسرحي ليكتشف الجميع في النهاية بأن غرورهم أوقعهم في الفخ، وأن الحكواتي باعهم وهما مقابل حصوله على العسل اللذيذ.
ولما طلبت الحيوانات في الأخير من الحكواتي أن يتحفها بحكاية جميلة من حكاياته، أجابهم بأنها انتهت للتو وكانوا هم أبطالها دون أن يدروا في إشارة إلى انطلاء الحيلة عليهم.
واعتبر مخرج المسرحية عصام خنوش بأنّ «أوهام الغابة» جاءت لإثراء الأعمال المسرحية الموجهة للطفل بعاصمة الأوراس، وهي مبادرة أولى لتعاونية الربيع للثقافة والفنون بباتنة، مبديا أسفه الكبير لعدم تمكن كثير من الأطفال من مشاهدة العرض لامتلاء القاعة عن آخرها. وأردف خنوش بأنّه «تمّ إهداء المسرحية إلى روح الفنان المرحوم محي الدين بوزيد، الذي فارق الحياة في أكتوبر 2018 بعد أن ترك بصمته الواضحة في المسرح لاسيما الموجه للطفل كممثل ومكون ومبدع، وهب حياته لأب الفنون حيث لم تمنعه إعاقته من تقديم الأفضل».
للإشارة، فإنّ المسرحية التي تعد أولى إنتاج للموسم المسرحي 2019، وستتبعها 3 أعمال أخرى مبرمجة خلال هذه السنة، حسب مدير مسرح باتنة الجهوي جمال النوي.
... وتجاوب لافت مع العرض المسرحي «أرملة الشّهيد» بخنشلة
لاقت مسرحية «أرملة الشّهيد» التي أنتجتها جمعية «المثلث الواقي» لقالمة تجاوبا لافتا للجمهور أول أمس الثلاثاء بقاعة العرض بدار الثقافة علي سوايعي بخنشلة.
واستقطبت هذه المسرحية التي أدّتها وأخرجتها مفيدة عداس وقام بتأليفها جمال بن صابر، عددا كبيرا من عشاق المسرح وتلاميذ بعض المؤسسات التربوية، مرفقين بأوليائهم لحضور هذا النشاط المبرمج في إطار الاحتفالات المخلّدة للذكرى 57 لعيد النصر.
وتدور أحداث هذه المسرحية التي استغرق عرضها أكثر من ساعة، حول امرأة شهيد تتحدث من خلال صراع داخلي عن الصعوبات التي واجهتها في حياتها اليومية أثناء الثورة التحريرية وحتى غداة الاستقلال، ونظرة المجتمع إليها حيث استعملت الممثلة مفيدة عداس عدة أدوات لإيصال رسائل المسرحية للجمهور من خلال الكلام والإيماءات، وحركات الجسد والانفعال الداخلي.
وأوضحت الممثلة والمخرجة مفيدة عداس أنّ الهدف من هذه المسرحية هو إيصال عديد الرسائل إلى الجمهور، من بينها إبراز دور أرملة الشهيد في تربية النشء، وإحياء ذكرى من قدّموا أنفسهم خلال الثورة التحريرية المظفرة فداءً لهذا الوطن، ولغرس الروح الوطنية وسط الأجيال الصاعدة.
وسيتواصل عرض العديد من المسرحيات بدار الثقافة علي سوايعي في إطار برنامج «مسرح ربيع الطفل»، وذلك في الفترة بين 24 و28 مارس الجاري بمشاركة جمعيات وتعاونيات ممثلة لمسارح سطيف وتيارت وعين البيضاء (أم البواقي) وسكيكدة.