إصلاح القطاع الصحي وإعادة الاعتبار لموظفيه
وقف، أمس، أصحاب المآزر البيضاء في مسيرة سلمية مطالبة بالتغيير، «رافضين بكلمة واحدة الواقع المأساوي الذي لطالما عرفه قطاع الصحة، معبرين بأصواتهم المدوية عاليا عن عدم قبولهم باستمرار تأزم الوضع أكثر، آملين في مستقبل أفضل لمهنة شكلت أهم حلقة في تركيبة المجتمع.» هذا ما تبين لنا خلال المسيرة السلمية التي رددت خلالها شعارات من أجل التغيير الجذري لواقع الصحة التي يكون لهم فيها كلمة وموقع.التفاصيل رصدتها «الشعب» بعين المكان.
عرفت شوارع الجزائر الوسطى، أمس، مسيرة حاشدة لطلبة الطب وعمال قطاع الصحة من أطباء وشبه طبيين يعملون في المؤسسات الاستشفائية العمومية والجوارية وكذا الصيدلانية، حيث أكدوا من خلالها التحاقهم بالحراك الشعبي المتمادي في المطالبة بالتغيير الجذري للنظام السياسي وتأسيس جزائر جديدة، معبرين عن «مطالب مهنية واجتماعية بما يضمن إعادة النهوض بهذا القطاع الذي ما يزال يعرف تأخرا كبيرا في ظل جملة المشاكل التي يتخبط فيها منتسبوه « على حد تعبيرهم.
البداية كانت من ساحة أول ماي بمحاذاة المستشفى الجامعي مصطفى باشا، حيث سار المئات من الأطباء نحو البريد المركزي مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي وساحة الحرية، ليواصلوا مسارهم الاحتجاجي عبر مختلف الشوارع الرئيسية. فمن ساحة موريتانيا إلى حديقة صوفيا إلى ساحة أودان، نقطة التقاء الأطباء مع طلبتهم كانت الشعارات واحدة : المطالبة بمستقبل أفضل لمهنة نبيلة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمواطن.
حراك سلمي طبعه جو احتفائي ديمقراطي عبر خلاله الأطباء بكل حرية عن مواقفهم ورؤيتهم المستقبلية نحو مهنة عصرية ترقى وتطلعات المواطن، معبرين في الوقت ذاته عن الوضعية المزرية التي يعيشونها بمختلف المصالح الاستشفائية والعيادية التي لا تزال على حد تعبيرهم «لا ترقى إلى خدمة عمومية عصرية».
وردد الأطباء الذين تميزوا بارتداء مآزر بيضاء رافعين الراية الوطنية، ممن لبوا نداء الاتحاد الوطني لممارسي الصحة العامة والنظام والهيئة الوطنية للأطباء لتنظيم مسيرة سلمية، هتافات عدة «لا للتمديد»،« لا للحكم في إطار غير دستوري» و«نعم للجزائر الديمقراطية «.... وغيرها من الشعارات المطالبة بضرورة التغيير لما هو أحسن، خدمة لمصلحة الوطن والمواطن على حد السواء.
مسيرة سلمية تضاف إلى مختلف المسيرات التي خرج فيها المواطن الجزائري للتعبير عن موقفه في التغيير الحقيقي و ترسيخ التعبير الديمقراطي من أجل مستقبل أفضل للبلاد والعباد، وكذا ضمان تقديم خدمة عمومية بامتياز لطالما شكلت أحد أهم مطالب المواطن الجزائري.
«الشعب» وفي حديثها مع عدد من الأطباء لمست رغبة هذه الشريحة في تحسين واقع القطاع الذي لا يزال يعرف تأخرا كبيرا خاصة ما تعلق بالمستشفيات التي تبقى خدماتها لا ترقى لتطلعات المرضى لما تعرفه من مشاكل واكتظاظ كبير جعل الطبيب يعجز في تأدية مهامه بكل أريحية.
في المقابل عبر العديد من الطلبة عن آمالهم في إعادة هيكلة هذا القطاع بما يتماشي وطموحاتهم المستقبلية مبدين مطلبهم الملح في تجسيد مستشفى ضخم من شأنه تخفيف الضغط على المستشفيات الأخرى، وإن شكلت هذه المطالب هم العديد من أصحاب المآزر البيضاء إلا أن مطلبهم في التغيير الحقيقي كان أهمها.