تعمل مديرية المجاهدين لولاية سيدي بلعباس، على إسترجاع المعالم التاريخية المهملة وإعادة ترميمها ومن ثم وضعها تحت تصرف الباحثين والطلبة وجعلها معالم تاريخية سياحية تؤرخ لتاريخ المنطقة وتندرج العملية ضمن برنامج رد الإعتبار للشواهد الثورية التي تزخر بها الولاية.
كشف مدير المجاهدين قادري بلحاج في ذكرى عيد النصر، أن العمل متواصل لإسترجاع المعالم التاريخية التي تتوفر عليها الولاية، حيث تم مؤخرا إسترجاع أكبر مركز إدارة للعمليات المتواجد بطريق معسكر بوسط المدينة، والذي كان مستغلا من طرف مديرية الري. وأضاف بلحاج قائلا:» تجري حاليا الدراسة لتخصيص غلاف مالي بهدف ترميمه ووضعه تحت تصرف الباحثين والمؤرخين وعموم الجيل الجديد لما له من خصوصية تاريخية تصنفه ضمن المعالم التاريخية والشواهد الثورية الهامة بالولاية، حيث كان مركزا للإستنطاق خلال الفترة الإستعمارية أين إستعملته الإدارة الإستعمارية لتعذيب وإستنطاق المعتقلين من المجاهدين وأبناء المنطقة. وتواصل المديرية أيضا العمل لإسترجاع باقي المعالم التاريخية ورد الإعتبار لها. وفي ذات السياق أضاف مدير المجاهدين أن الولاية تضم 225 موقع ومعلم يخلد لأحداث الثورة ومن ذلك 20 مركز تعذيب وأهمها مركز بوسوي المتواجد بأعالي جبال الضاية جنوبا والذي مرت عبره عديد الشخصيات الوطنية والعالمية، على غرار شهيد المقصلة أحمد زبانة وعلي تونسي المدير العام للأمن الوطني، رابح بيطاط أحد مفجري الثورة التحريرية وجغابة محمد وزير المجاهدين وكذا الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة والمناضل رئيس جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا وغيرهم.
كما تضم الولاية أيضا 7 سجون، 3 أماكن للمعتقلات و9 مراكز للإتصال وهو ما يعكس الأهمية التاريخية للمنطقة ودورها الكبير في الحرب التحريرية، الأمر الذي دفع بالمديرية إلى التفكير في تسجيل شريط تلفزيوني جديد حول تاريخ المنطقة بمشاركة كل الفاعلين من مؤرخين، أساتذة جامعيين، مجاهدين وشهود عيان على مختلف الأحداث التاريخية التي مرت بها المنطقة الخامسة.
وفي سياق متصل وإحتفالا بالذكرى السنوية لعيد النصر تطلق هذا الثلاثاء مديرية المجاهدين قافلة تاريخية بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة تضم عددا من الشباب والطلبة تجوب مختلف المعالم التاريخية بالولاية للتعرف على هذه الشواهد وحكايات النضال التي ترويها بحضور مجاهدين ممن عايشوا هذه الأحداث وأساتذة ومختصين في تاريخ المنطقة.