« لا تعتيم ، لا تهويل و لا ترويج لمطالب تهدد كيان الأمة »، « من أجل إيجاد حلول سلمية توافقية في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد » . هذا ما رافع عنه عبد الكريم تفرقنيت أستاذ في كلية الإعلام و محلل سياسي من خلال هذا الحوار الذي خص به «الشعب».
- الشعب : كيف تعامل الإعلام الوطني مع الحراك الاجتماعي والسياسي ؟
تفرقنيت: لاحظت أن الإعلام الجزائري بصفة عامة عمومي و خاص سواء أكانت جرائد أو قنوات أصيب بصدمة في البداية بفعل المسيرات التي لم تكن متوقعة، كان هناك نوع من التعتيم، ولم تنشر الخبر المتعلق بهذه المسيرات.
وسيسجل التاريخ أن الإعلام العمومي والخاص لم يبث أي خبر عن المسيرات التي ميزت الجمعة الأخيرة من شهر فيفري الفارط، واعتبر أن هذه «كارثة» تقع على الإعلام.
- ما تقييمكم للتغطيات الإعلامية والحوارات في بلاطوهات التلفزيونات عمومية أو خاصة ؟
إذا كانت المرحلة الأولى تميزت بتعتيم إعلامي لافت للانتباه، فإن الإعلام حاول استدراك الأمر في المسيرات التي تلتها، غير أنني سجلت ملاحظات في هذا الشأن، فالإعلام العمومي تطرق إلى المطالب بنوع من «العمومية»، من خلال تعويمه لها.
أما الإعلام الخاص فتناول الحراك الشعبي ونقله كما هو بالشارع، بمعنى أنه نقل المطالب كما عبر عنها المتظاهرون.
غير أن الإعلام الخاص من خلال تغطيته لهذا الحدث بدا وكأنه ناطق رسمي لـ «المسيرات» التي تميزت بسلمية أبهرت وسائل الإعلام في العالم، والتي تحمل مطالب حضارية تريد تحقيقها، وقد استعملتها بعض القنوات لتشهر بها عن نفسها، حسب ما لاحظته من خلال متابعتي لتغطية المسيرات عبر وسائل الإعلام هذه.
من وجهة نظري، فإن الإعلام الجزائري عمومي أو خاص، لم يكن احترافيا بالدرجة الأولى ولا مهنيا بالدرجة الثانية، وهذا راجع حسب اعتقادي إلى المشاكل التي يعيشها، منها نقص التكوين وأريد الإشارة إلى أن الجيل الجديد من الصحفيين لم يكن يتمتع بالاحترافية المطلوبة، فالقنوات الخاصة لا يوجد قانون يحميها ( تبث من الخارج).
بالإضافة إلى ذلك تعاني وسائل الإعلام الجزائرية الخاصة هشاشة مالية واقتصادية، فالإشهار العمومي يصل إليها بصعوبة، أما الإشهار الخاص فلا توجد دورة اقتصادية تجعل التمويل الإشهاري قويا.
كل هذه العوامل أثرت على وسائل الإعلام من الناحية الخبرية، فتميز بالتعتيم تارة والتهويل تارة أخرى.
ضرورة إشراك الفاعلين في الساحة السياسية في الشارع أو في المعارضة والخبراء
- ما مدى أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام لتفادي الفوضى والإبقاء على سلمية وحضارية الحراك والمساهمة في الحلول لتجاوز المرحلة بسلام ؟
على الإعلام أن ينقل الأخبار، وأن يشرك الفاعلين في الساحة السياسية في الشارع أو في المعارضة، وعليه أيضا أن يهتم بالمختصين (الخبراء).
على الإعلام أن يطرح وجهات النظر ويطرح الجهات المتعددة في المجتمع، وأن يساهم في بقاء ردة الفعل سليمة، ويساعد على إبقاء النقاش في الشارع وفي الكواليس سلميا « لا تعتيم ولا تهويل ولا ترويج لمطالب تهدد كيان الأمة «. من أجل إيجاد حلول سلمية توافقية في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد.