خصصت ولاية باتنة، غلافا ماليا معتبرا يفوق 20 مليون دج، لترميم رمز من رموز الثورة التحريرية المجيدة، وهو المعلم التاريخي «دار الإخوة بن شايبة» المنزل الذي شهد التحضيرات لاندلاع الثورة المجيدة، بقيادة البطل مصطفى بن بوالعيد، بدشرة أولاد موسى ببلدية ايشمول، حسبما اطلعت عليه «الشعب» من مصادر رسمية من المجلس الشعبي البلدي.
يعتبر هذا المعلم التاريخي الذي شهد في السنوات الأخيرة اهتراء كبيرا من أكبر المعالم التاريخية دلالة ورمزية بالمنطقة التي عايشت مراحل الثورة التحريرية بداية بالتحضير مرورا بانطلاقتها المباركة ووصولا بالاستقلال. حيث تمّ تحويل المنزل إلى متحف في الهواء الطلق عرف زيارة مئات الآلاف من المواطنين والمجاهدين وحتى الأجانب.
وقد أعد الوالي عبد الخالق صيودة برنامجا كبيرا لإعادة الاعتبار لكل المعالم الثورية والتاريخية على غرار مقر منظمة المجاهدين، منزل لقرين وكذا ديار الإخوة بن شايبة وغيرها من المعالم التاريخية.
وأشارت ذات المصادر، إلى أن ترميم هذا المعلم التاريخي الذي شهد توزيع الأفواج والأسلحة ليلة الفاتح من نوفمبر1954 بإشراف الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد خصصت له إعانة من الولاية بقيمة 20 مليون د.ج للتكفل بهذه العملية.
تم هذا بعد أن زار الوالي المكان العام الماضي ووقف على وضعية هذه الدار القديمة التي تعود إلى سنوات ما قبل الثورة التحريرية، وأشرف على الدراسة التقنية للترميم مكتب دراسات مختص من الجزائر العاصمة. ويتولى عملية التنفيذ مهندسون معماريون معتمدون من طرف وزارة الثقافة، دون المساس بالطابع العام للمبنى والاحتفاظ على صورته الأصلية والمواد التي استخدمت في بنائه.
وبالعودة إلى مكونات هذا المعلم التاريخي الذي زارته «الشعب»، بمتحف دشرة أولاد موسى يتكون من 20 غرفة و3 أفنية من الطابع العمراني التقليدي المميز للمنطقة والذي يعتمد على المواد الطبيعية وخاصة الحجارة والخشب، حيث ما زال يحتفظ بمعالمه الأولى، رغم قساوة الطبيعة بالمنطقة والإهمال الذي طاله في السنوات الأخيرة.
وكانت عائلة بن شايبة رفقة الأسرة الثورية بالمنطقة قد طالبت بترميم هذه الدار التي تعتبر ذاكرة حية وموروثا تاريخيا وحضاريا لما عاشته من مراحل تاريخية مهمة في تاريخ الجزائر.
كما أفادت مصادر من عائلة بن شايبة بأن هذا المنزل الذي احتضن لقاء دشرة أولاد موسى ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، وتمّ فيه توزيع الأسلحة على الأفواج الأولى التي فجرت الثورة التحريرية، وتمّ اختياره لموقعه الإستراتيجي حيث يطل على غابات آريس الكثيفة وكذا على العديد من المسالك والطرق الريفية المؤدية إلى مناطق عدة من الأوراس ويسمح بمراقبة كل التحركات خارجه.
ولا يزال المنزل يستقطب الباحثين والطلبة والتلاميذ وكذا السياح من داخل وخارج البلاد، الراغبين في معرفة تاريخ الجزائر والمهتمين به حيث لا تكتمل زيارة منطقة الأوراس التاريخية وبالتحديد دشرة أولاد موسى المجاهدة إلا بالوقوف على المعلم الشامخ الذي انطلقت منه أولى أفواج تحرير الجزائر من نير الإستعمار الفرنسي الغاشم في ثورة غير مجرى التاريخ الحديث وباتت مرجعية لحركات التحرر في مشارق الارض ومغاربها..