طباعة هذه الصفحة

قصيدة

أَخْبِرِيْنِيْ يَا أُمِّيْ

ميادة مهنا سليمان


مُذْ ضمَّتْكِ السَّماءُ
ارتدى آذارُ طقمَ الحدادْ
ذبلتِ الشَّمسُ
علَّقَ البدرُ حسنَهُ
على مشجبِ العتمةِ
وبكتْ على صدرِ الليلِ
كلُّ النّجماتْ
مُذْ ضمَّتْكِ السَّماءُ
يصفع ُالبردُ وجهَ سهراتِنا
فمَن يحيكُ شالًا وطاقيّةً
لعريشةِ العنبِ
لشتلةِ الليمونِ
لشجيرةِ الكبَّادْ
للقرنفلِ و الغاردينيا
والياسميناتِ الحزيناتْ
أخبريني يا أُمِّي
مَن يركّبُ أزرارَ الصّبرِ
على معاطفِ الفراقْ
من يقصّ قماشَ الوجعِ
المنقّطَ بالدّمعِ
فيصنعُ منه ثيابَ نومٍ
تسترُ عورةَ السُّهادْ
من يرتّقُ ملاءةَ الأيّامِ
الّتي مزّقها الاشتياقْ:
لوجهكِ الملائكيّ..
لصوتِكِ الهادئِ..
لابتسامةٍ..
تورقُ بلسَمًا
على ضفاف الرّوحِ
فتزهرُ النّبضاتْ
أخبريني يا أُمِّي
من يخيطُ جراحَ القلبِ
بخيوطِ الحنين
ومَن يطرّزُ الأملَ
بأصابعِ الحُسنِ
على فساتينِ الأمنياتْ
من يزركشُ النّورَ
على قمصانِ الفجرِ
من يصنعُ ربطاتِ عنقٍ
للعُمْرِ النَّازِحِ على أرصفةِ القهرِ
مَن يؤنِّقُ الحُزنَ
ومَن يغزلُ
لشرانقِ اللوعةِ
طرحةً من ألوانِ الفراشاتْ؟
********
صوت من بين الظلمة
أنا حقل عشب أصفر
أستحال ان يقطف منه اللّقم
فتدمع الذكريات البعيدة بأرض المدينة .