دعا عز الدين ميهوبي وزير الثقافة خلال الزيارة التي قادته للإطلاع على قطاعه بجيجل إلى «جعل المكتبات الرئيسية للمطالة العمومية، فضاء مفتوحا على مختلف الفنون، ولابد من الخروج من النظرة القديمة لهذه المشاريع، وأن تكيف الفضاءات الموجودة بها، تكيفا كاملا مع كل ما يتطلبه الفعل الثقافي».
شدد الوزير على الاسراع في الانجاز هذا المرفق،الذي عرف تأخرا كبيرا، وان يكون حيز الخدمة خلال هذه الصائفة، لاسيما وأن أشغال الإنجاز انطلقت سنة 2008» ، موضحا أن مصالح وزارته حريصة على تسريع الإجراءات وأن تجد ضمن القوانين المؤسسة المؤهلة لتجهيز هذه المكتبة»، مضيفا أنه» بهذا الإنجاز نكون قد استجبنا للمطالب التي رفعها مثقفو وأدباء الولاية، وهي مطالب مشروعة، لاسيما وأن المنطقة قدمت أسماء كثيرة في شتى الميادين الثقافية والفنية».
وأكد ميهوبي وقوفه على أشغال إنجاز المسرح الجهوي» على عدم التسرع في اقتناء التجهيزات اللائقة بهذا المعلم الثقافي»، الذي أكد بخصوصه «أنه لا نظير له على المستوى الوطني»، والمشروع كلف 73 مليار سنتيم، أنجز على مساحة قدرها 11594 م2، وصلت الأشغال به سقف 70٪، وأكد خلالها الوزير على ضرورة التقيد بالمعايير المعمول بها في المسارح الجهوية واستغلال المسرح في أنشطة ثقافية واسعة وتفعيل دور المسرح الجهوي البحري باعتبار الولاية تتوفر على واجهة بحرية مميزة، كما ألح على تنوع النشاطات والعروض الثقافية التي تتم على مستوى الأوبرا.
وتجدر الإشارة أن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الكائنة بالمدخل الشرقي لمدينة جيجل، استغرقت 11 سنة لإنجازها استهلكت 35.5 مليار سنتيم، وبنسبة إنجاز تفوق 90٪، تحتوي على ثلاث أجنحة (جناح المكتبة ، جناح الإدارة وجناح قاعة المؤتمرات)، بالإضافة إلى ثلاث قاعات للمطالعة، وستدخل حيز الخدم خلال السنة الجارية حسبما أكد مديرها.
استمع الوزير إلى حوصلة النشاطات وشروحات حول المعالم الاثرية بالولاية، وذلك على مستوى دار الثقافة عمر اوصديق، حيث تحصي ربوع الولاية 33 موقعا أثريا، على غرار المقبرة الفينيقية بالرابطة، وموقع شوبا، وآخر موقع تم اكتشافه عبارة عن معصرة زيتون، وكذا للسير الذاتية لأعلام المنطقة التي قدمت الكثير للساحة الثقافية، الأدبية والفكرية، المحلية والوطنية، ومن بين المرافق التي زارها الوزير، مشروع إنجاز المقر الجديد لمديرية الثقافة التي تم الانتهاء كليا من أشغالها ومن المنتظر أن تدخل حيز الخدمة عما قريب.
...و يشرف على انطلاق دراسة ترميم أول مسجد بميلة
وكانت لوزير الثقافة قبل ذلك زيارة تفقدية لقطاعه بولاية ميلة، حيث استهلها بالمدينة العتيقة «ميلة القديمة» وبالضبط من المحمية الأثرية التي يتواجد بها أول مسجد بالجزائر والمتمثل في مسجد سيدي غانم الذي شيده الفاتح أبوالمهاجر دينار أين أعطى الوزير إشارة انطلاق دراسة ترميم هذا المعلم التاريخي الذي يعتبر أحد المعالم التاريخية والأثرية الهامة بالجزائر».
أوضح ميهوبي في هذا الشأن»أن المسجد عرف تأخرا في عملية التكفل به، ولهذا رفعنا التجميد عنه حيث استفاد من 14 مليار سنتيم وستكون هناك دراسة بعد سنة لاختيار المؤسسة التي تتكفل بالمشروع»، مؤكدا «على أن ولاية ميلة القديمة تحتوي على إرث تاريخي وحضاري يحتاج إلى مبلغ مالي ضخم يفوق 500 مليار سنتيم لترميمها، وأشار في ذات السياق «إلى أن الإجراءات متواصلة لتجسيد هذا المشروع الضخم».
وصرح الوزير على» أنه يجب أن تكون عملية الترميم من طرف مختصين في التراث، إذ يعد هذا المعلم من أهم المعالم الدينية في الجزائر ويجب أن يحظى هذا المسجد بالعناية والدعم اللوجيستيكي»، كما تلقى شروحات حول المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة، ليقوم بعدها بزيارة زاوية رحمانة التي تعتبر مقصدا للعلماء، وتلاوة القرآن، وتقديم الدروس الدينية، ليتفقد بعدها مقر جمعية أصدقاء ميلة القديمة التي تشهد ترميما في مقرها.
ميلة/ جيجل: خالد العيفة