إستذكرت عاصمة الأوراس باتنة، الذكرى21، لرحيل المجاهد العقيد الحاج لخضر الذي وافته المنية سنة 1998 ، حيث احتضنت كلية العلوم الإسلامية التي تحمل اسمه ندوة تاريخية حول هذا البطل الذي حارب الاستعمار بكل قوة من اجل جزائر قوية آمنة ومستقرة.
أكد الأستاذ الدكتور مسعود فلوسي عميد كلية العلوم الإسلامية في كلمته ، حرصه على توفير أفضل الأجواء لإحياء ذكرى رحيل الحاج لخضر، أحد أبطال الجزائر، من خلال نشر كتاب تم توزيعه بالمناسبة، مذكرا ان الكتاب الذي يرصد مسار البطل،يتناول مآثره وخصاله.
تطرق فلوسي خلال الندوة الى حياة وكفاح المجاهد الرمز العقيد عبيدي محمد الطاهر المدعو الحاج لخضر وكذا جوانب كثيرة وإنسانية من شخصيته.
إضافة إلى عرض شهادة حية من طرف رفقاء البطل ، وقد تم خلال افتتاح التظاهرة عرض شريط حول كفاح وخصال المجاهد الحاج لخضر من إعداد طالبات من كلية العلوم الإسلامية، الذي أفنى حياته في خدمة الجزائر إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال.
من هو الحاج لخضر؟
الفقيد الرمز محمد الطاهر عبيدي، المدعو الحاج لخضر، ولد سنة 1914 بقرية أولاد شليح بباتنة، من أسرة فقيرة ماديا لكنها متشبعة بالقيم الدينية والوطنية، ويعتبر من الشخصيات التاريخية البارزة على المستوى الوطني.
كان ضمن أبرز عناصر إنشاء الخلية السرية الأولى التي حضرت للثورة التحريرية المباركة، حيث اتصل بالشهيد مصطفى بن بولعيد سنة 1941 في إطار إعداد برنامج التحضير للكفاح المسلح الذي انطلق في الفاتح من شهر نوفمبر 1954.
التقى الحاج لخضر ليلة الفاتح من نوفمبر بالقائد مصطفى بن بولعيد ومجموعة كبيرة من المجاهدين واختاره بن بولعيد قائدا لأحد الأفواج، حيث واصل جهاده في الأوراس، وترقّى في المناصب العسكرية.
يعد من الذين تعاقبوا على قيادة الولاية الأولى التاريخية سنة 1958 قبل أن يستدعى للالتحاق بتونس، كما كان له دور كبير في اختيار العناصر الأكثر كفاءة في تجنيد المواطنين والمواطنات وجمع التبرعات إلى غاية استقلال الجزائر، ولعب دورا بارزا في إنجاح العديد من المشاريع الخيرية، في مقدمة ذلك إنجاح مسجد أول نوفمبر الذي يعد مركز إشعاع ديني وعلمي واسع، توفّي المجاهد الحاج لخضر، يوم 23 فيفري 1998 عن عمر يناهز 82 سنة بباتنة.
معلوم أن رحيل البطل الحاج لخضر خلف فراغا كبيرا في منطقة الأوراس، وفي باتنة على الخصوص بالنظر إلى ثقله التاريخي وعمله الدؤوب في النشاط الخيري والتوعوي، إضافة إلى نفوذه الذي مكنه من حل العديد من المشاكل المستعصية بكثير من الحكمة والتعقل، حتى أن بعض من عايشوه يؤكدون على قدرته في حل الكثير من المعضلات عجز عنها الوزراء والولاة والمديرون التنفيذيون وممثلو المنطقة في المجالس المنتخبة.
عرف بالتواضع وقوة الشخصية وحب الخير، حتى أن ممتلكاته وهبها لمسجد أول نوفمبر الذي أراده أن يكون قلعة الإسلام فوق المطار العسكري الفرنسي الذي كانت تنطلق منه الطائرات الصفراء لتقصف الشعب الأعزل وتقصف القرى والمداشر ليتحول إلى منطلق للتكبير والتهليل والعلم والمعرفة والتفقه في الدين.