طباعة هذه الصفحة

صدر عددها الأول عن فرع بسكرة لاتحاد الكتّاب الجزائريّين

«البسكري الصّغير»..مجلّة الأطفال الواعدة

أسامة ــ إ

كثيرة هي الأصوات التي تعالت من هنا وهناك لترافع من أجل أدب الطفل، في مختلف أشكاله، وأهميته القصوى في التنشئة السليمة. بالمقابل، تبقى هذه الدعوات والنداءات محض كلام، لولا بعض المشاريع من هنا وهناك، التي تجسد الأماني على أرض الواقع. من بين هذه المشاريع المجلة الثقافية والتربوية «البسكري الصغير»، التي صدر عددها الأول مؤخرا عن فرع بسكرة لاتحاد الكتاب الجزائريين، بدعم من مديرية الثقافة بذات الولاية.

في حلّة قشيبة زانتها الألوان والرسومات، جاء العدد الأول من مجلة الأطفال «البسكري الصغير»، في 22 صفحة من المواضيع والأركان المتنوّعة.
افتتاحية المجلة جعلت من «البسكري الصغير» وكأنه طفل حقيقي يخاطب الأطفال راغبا بصداقتهم. تقول الافتتاحية، التي كتبتها الأستاذة فاطمة شعبان على لسان «البسكري الصغير»: أعرّفكم على نفسي..عمري في مثل أعماركم، أعمل منذ سبعة أشهر من أجل كسب صداقتكم»، في إشارة إلى الوقت الذي تطلبه العمل على هذا العدد الأول، وتضيف: «واليوم أولى انطلاقاتي لأحلّق معكم وأعرض عليكم ما لدي..أهلا بكم في يوم ميلادي الأول، وفي جعبتي الكثير والكثير من الحكايات والقصص والأناشيد والأهازيج الشعبية».
من جهته، وصف عمر مانع مدير الثقافة لولاية بسكرة في كلمة العدد الأول، ميلاد هذه المجلة بـ «المبادرة الطيبة»، التي تجسّدت في التفاتة فرع بسكرة لاتحاد كتاب الجزائريين إلى الأطفال وإصدار مجلة باسمهم، «يجدون فيها كل ما يروقهم ويعجبهم من قصص وأشعار وتسلية مفيدة»، يقول، واعدا بدعم هذه المبادرة «بكل ما يستطيع معنويا وماديا».
في الصفحة التي تليها، نجد تقديما أكثر دقة لمنشأ فكرة إطلاق هذه المجلة..بدأ كل شيء مع ملتقى الإتحاف الأدبي ببسكرة الذي انعقد شهر مارس من السنة الماضية على مدار ثلاثة أيام، وخصصت دورته السابعة لأدب الطفل، بمشاركة أقلام كتبت للطفل قدمت من مختلف ولايات الوطن وبعض الدول العربية. وقد أشرف على تلك الدورة رئيس لجنة الحفلات لبلدية بسكرة صلاح جودي، ومحمد الكامل بن زيد صاحب مسرحية «القطة لؤلؤ»، وعبد الله لالي مؤلف كتاب «أحلام العصافير». كما حضر الملتقى كل من فاطمة شعبان، هذايل الحوقل، وهبة مندني قادمات من الكويت، والمتخصص في أدب الطفل طارق البكري من لبنان، ومن تونس إبراهيم الدرغوثي ونور الدين بن بوبكر، بمشاركة أسماء جزائرية على غرار رابح خدوسي، خديجة زواقري، وجميلة زنّير.
وكان من بين التوصيات التي خرج بها الملتقى، انعقاد ملتقى سنوي ثابت خاص بأدب الكفل، وكذا إصدار مجلة للأطفال تنشر القصص والإبداعات، وهو ما تجسّد بالفعل في هذه المجلة «البسكري الصغير»، التي يشرف عليها طاقم يتكون من مدير التحرير محمد الكامل بن زيد، رئيس التحرير عبد الله لالي، وهيئة تحرير ضمت فاكية صباحي، أجموعي أنفيف، عبد الحليم صيد ومسعودة كهمان، فاطمة شعبان (مستشارة التحرير، عبد القادر صيد مكلفا بالعلاقات العامة، يمينة فرزي وسمية لعناني وحيدر علي بركات في الرسم والتصميم، عماد بجوطي في الإخراج الفني، وفي الإشراف الفني والطبع دار «علب بن زيد للطباعة والنشر» ببسكرة.
ضمّ العدد الأول من المجلة عددا من الأركان والصفحات، كان أولها ركن «شخصية العدد» من إعداد أ - فاكية صباحي، وقد خصّص هذه المرة للأديب الشهيد أحمد رضا حوحو. أما د - طارق البكري، فقد ساهم بإعداد مشهد حواري للأطفال عنوانه «الأصدقاء الطيبون»، تدور أحداثه في باحة المدرسة، بين سنة أطفال هم جاسم، خالد، أحمد، سعد، فهد ومحمود.
كما توشّحت المجلة بعدد من القصص، شارك بها كل من ليندة كامل (قصة الذبابة المغرورة)، وفاطمة شعبان (القصة المصورة يوميات حور ونور)، ورابح خدوسي (قصة معلمتي الفراشة)، وكهمان مسعودة (قصة ألوان قوس قزح)، وهذايل الحوقل (قصة حائط الخير... غير)، وعبد الله جدعهان (قصة اللوحة)، وعبد الله لالي (قصة باري الأقلام) والكاتب المغربي والحسن بنمونة من المغرب بحكايتين (النملة المغرورة، امنحوا الخريف ما يريد).
ومن أركان المجلة الأخرى نجد نافذة تتكرر في بعض الصفحات تحت تسمية «بنك القارئ الصغير»، ذكرت إحداها عددا من أعلام ولاية بسكرة، فيما أشارت الثانية إلى أهمية الكتاب. كما لم تخلُ المجلة من بعض الشعر، على غرار قصيدة جموعي أنفيف الدرموني تحت عنوان «نحن أبناء بسكرة»، وقصيدة الشاعر الأردني محمد جمال عمرو وعنوانها «في حب بسكرة»، وقصيدة عبد الحليم صيد «مدرستي كمنزلي». واختتمت المجلة بنص عنوانه «المكافأة»، بقلم الكفلة كوثر فاطمي ذات التسع سنوات، ونشر النص في غلاف المجلة تشجيعا لروح الإبداع لدى الأطفال.