جدد وزراء خارجية كل من الجزائر وتونس ومصر رؤيتهم حول حل الأزمة في ليبيا والذي يبقى بأيادي الليبيين أنفسهم، مؤكدين على ضرورة نبذ العنف وانتهاج الحل السياسي سبيلا لإعادة الامن الى البلاد.
لقاء القاهرة بين وزراء خارجية الجزائر، عبد القادر مساهل، والمصري، سامح شكري، والتونسي، خميس جيهناوي، التأم في اطار التنسيق بين البلدان الثلاث للم شمل الفرقاء الليبيين، و كان فرصة لتجديد المساندة لجهود المبعوث الأممي غسان سلامة من أجل الوصول إلى حل سياسي في ليبيا وتنفيذ ما جاء في الاتفاق السياسي والإسراع في تجاوز الأزمة الحالية في ليبيا.
عقب انتهاء لقاء رؤساء الديبلوماسية الثلاث نشط هؤلاء مؤتمرا صحفيا أبدوا خلاله حرصهم على عودة الاستقرار والامن الى ربوع ليبيا، مشيرين لما لذلك من تأثير على دول الجوار وأمنها أيضا. وهذا ما عكسته تصريحات السيد عبد القادر مساهل، الذي قال «أننا بحاجة إلى ليبيا موحدة ومستقرة لأن ذلك يحقق أمن الجزائر ومصر وتونس»، مشيرا إلى أنه «لا حل إلا بيد الليبيين ونحن نعمل على مساندة المسار الأممي». وبالنظر الى التطورات المتلاحقة في الوضع بليبيا اتفق الوزراء الثلاث على تكثيف وتيرة الاجتماعات، كما تقرر عقد الاجتماع القادم في تونس. للتذكير اجتماع القاهرة يأتي بعد الاجتماع الوزاري للثلاثية الذي عقد بالجزائر العاصمة يوم 21 ماي 2018.
الحوار الشامل
رغم العراقيل والصعوبات التي تواجهها خطة عمل المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، بسبب «الخلافات» بين الفرقاء التي حالت دون تنظيم المؤتمر الوطني الجامع الذي كان مقررا عقده مطلع يناير الماضي، تبقى دول الجوار متمسكة بدعمها لجهود التسوية و تنبني أساسا على إجراء انتخابات تشريعية واستفتاء على الدستور وانتخابات رئاسية، قبل نهاية 2019، والتي ينتظر ان يتم تحديدها في اطار جدول زمني من خلال عقد الملتقى الجامع.
انتخابات مرتقبة قبل نهاية العام
وبالموازاة مع الجهود الدولية والجهوية، أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، أمس الأول، إن ليبيا ستجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية بحلول نهاية العام.
وكانت الأمم المتحدة تنوي إجراء الانتخابات في ليبيا في العاشر من ديسمبر كسبيل لإنهاء الازمة لكن تصاعد حدة العنف وعدم وجود تفاهم مطلق بين الاطراف الليبية حال دون إجراء الانتخابات.
اجتمع السراج، الأسبوع الماضي، مع المشير خليفة حفتر في أبوظبي، صرح بعدها في طرابلس أنهما اتفقا على إجراء الانتخابات بحلول نهاية العام وأن لقاءه مع حفتر كان من أجل «حقن الدماء والوصول إلى صيغة تجنب بلادنا الصراع والتصعيد العسكري».
وقد انتهى لقاء أبو ظبي بالاتفاق على ثلاث نقاط رئيسية لحلحلة الأزمة الليبية، وفق رئيس حكومة الوفاق الليبية، وهي «عدم إطالة الفترة الانتقالية، وتوحيد المؤسسات والإصرار على ذلك، وتنظيم الانتخابات قبل نهاية 2019 مع توفير المناخ الملائم لإجرائها».
يشار الى أن قمة الاتحاد الافريقي الاخيرة بأديس أبابا اقترحت تنظيم مؤتمر للمصالحة حول ليبيا مطلع جوان القادم، وان تكون متبوعة بانتخابات عامة في أكتوبر القادم، وذلك بهدف إيجاد حل للنزاع الداخلي الذي يمزق البلاد منذ 2011.
كلفت اللجنة رفيعة المستوى حول ليبيا باتخاذ التدابير اللازمة، بالاشتراك مع الأمم المتحدة، لتنظيم المؤتمر الوطني الليبي للسلام والمصالحة الشاملة في النصف الأول من جوان المقبل.