صار تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي على شفا الهزيمة في آخر منطقة يسيطر عليها، حيث قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها توغلت أمس في المعقل الأخير للتنظيم الدموي قرب الحدود العراقية وذلك في تتويج لجهود مستمرة منذ أربعة أعوام لدحر الإرهابيين.
على مدى الأسابيع القليلة الماضية، خرج الآلاف من دمويي «داعش» من مجموعة صغيرة من القرى والأراضي الزراعية الواقعة بمحافظة دير الزور. وكان هؤلاء تقهقروا إلى الباغوز مع طرد التنظيم الدموي تدريجيا من الأراضي التي كان يسيطر عليها.
والتنظيم الذي كان في العام 2014 يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بات محاصرا في نصف كيلومتر مربع داخل بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة واعتداءاته الدموية.
وتعود بدايات ظهور التنظيم الارهابي إلى ما بين عامي 2004 و2011، وهي الفترة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق، تأسس خلالها فصيل منشق عن تنظيم «القاعدة» الدموي.
لكن في عام 2006، بدل التنظيم الارهابي المنشق اسمه إلى «داعش»، وهو ما يعتبره كثيرون توقيت الظهور الحقيقي للتنظيم الإرهابي.
وأرسل زعيم التنظيم الدموي أبو بكر البغدادي في العام 2011 عناصر إلى سوريا لتأسيس جماعة تابعة لداعش، وقطع ارتباطه بشكل تام مع «القاعدة» الإرهابية سنة 2013.
ومثل عام 2014، سنة «الانتصارات الخاطفة» للتنظيم الإرهابي، إذ استولى على الفلوجة في العراق والرقة السورية، كما استولى على الموصل وتكريت في جوان واجتاح الحدود مع سوريا.
وأعلن البغدادي من الموصل قيام دولته الإرهابية التي ارتكبت جرائم بشعة، حيث ذبح التنظيم المئات من أفراد عشيرة الشعيطات، وفعل ذات الشيء مع آلاف اليزيدين في سنجار، وأجبر أكثر من 7 آلاف امرأة وفتاة على الرق الجنسي.
وتباهى أفراد من التنظيم بقطع رؤوس رهائن أجانب، ونشروا لهم مقاطع مصورة عنيفة.
ولوقف تمدد الإرهابيين، أعلنت الولايات المتحدة في سبتمبر من ذات العام، تشكيل تحالف دولي ضد التنظيم الدموي، بدأ بتنفيذ ضربات جوية لوقف زحفه.
ونقل التنظيم الإرهابي معركته لخارج سوريا والعراق في عام 2015، إذ شن إرهابيون تابعون له في باريس هجوما على جريدة ساخرة في بداية دامية لسلسلة من الهجمات التي أعلن «داعش» الدموي مسؤوليته عنها في أنحاء العالم.
وقد بايعت جماعات إرهابية في دول أخرى «داعش»، لكنها ظلت مستقلة في تنفيذ العمليات الإرهابية.
وسيطر التنظيم الإرهابي في ماي على الرمادي العراقية ومدينة تدمر الأثرية السورية، إلا أن وتيرة تقدمه أخذت في التراجع مع نهاية 2015 في الدولتين.