لاتزال المسمكة المركزية الواقعة وسط المدينة مهملة وغير مستغلة رغم أشغال التهيئة وإعادة تأهيل هذا الفضاء التجاري وتنظيم مهنيي الشعبة الذين تحصلوا سابقا على عقود إستفادة، حيث أكدوا أن أشغال التهيئة لم تكن مطابقة للمقاييس المهنية مطالبين بإعادة الإعتبار للمسمكة وتشجيع التجار على هذا النشاط.
تعاني المسمكة المركزية المحاذية لمجسّم القبة السماوية بوسط مدينة سيدي بلعباس الإهمال من طرف الجهات المعنية والتجار على حدّ سواء والذين رفضوا ممارسة نشاطهم داخلها منذ أزيد من 4 سنوات على الرغم من إخضاعها لعملية إعادة تهيئة كلّفت غلافا ماليا فاق 600 مليون سنتيم،أين خضعت لإعادة ترميم على المستوى الداخلي والخارجي شملت تهيئة الأرضية، الجدران، تجديد شبكات الماء والكهرباء وبناء جدار خارجي فاصل، وهي الأشغال التي لم تشفع بإعادة بعث نشاط المسمكة، حيث أشرفت الجهات الوصية أنذاك على توزيع رخص لحوالي 22 تاجرا من تجار الأسماك المتجولين استفادوا من أجنحة لممارسة نشاطهم بشكل نظامي، لكن تأخر توصيل هذا المرفق بالموارد الحيوية جعلهم يعزفون عنه، وهو ما تداركته الجهات الوصية التي قامت بتوفير كل الشروط الضرورية لضمان نشاطهم اليومي بما في ذلك حصولهم على الدعم بإعفاء لمدة ثلاثة سنوات وبنسب فائدة منخفضة، ناهيك عن التأمين وهي كلها شروط تسمح للتجار بممارسة نشاطهم في الأطر القانونية وداخل مرفق يضمن لهم كل الظروف الصحية ويسمح لهم ببيع سلعهم طيلة اليوم وحتى ساعات متأخرة من خلال الإستعانة بالمبردات.
ومن جهتهم أكد التجّار أن المسمكة لم تتم تهيئتها بشكل يتناسب وطبيعة النشاط، ما صعّب عليهم أداء مهامهم وتسبّب في عزوف المستهلكين عن الدخول إلى المسمكة، مطالبين بإعادة إصلاح الإختلالات تحويلها إلى سوق صغير يضمّ الخضر والفواكه والأسماك على حدّ سواء. وفي ذات السياق أكدت مصالح مديرية التجارة أن المشكل يكمن في غياب مسير ذي كفاءة لتسيير هذا المسمكة التي تعد الوحيدة على مستوى الولاية، وستسمح بدخولها حيز الإستغلال باستيعاب عدد كبير من التجار وتنظيم نشاط بيع السمك وكذا القضاء على التجارة الموازية.
كما طالب ممثلو المجتمع المدني بسيدي بلعباس السلطات المحلية بإعادة الإعتبار لمجسّم القبة السماوية الذي يعدّ معلما تاريخيا بحكم موقعه الذي يتوسّط المدينة وتاريخه الذي يعود للفترة الإستعمارية، ما يؤهله ليكون منارة علمية وثقافية وسياحية بامتياز.
تحوّل مجسم القبة السماوية إلى مرفق مهمل ومهجور وهو المعلم الذي كان في وقت غير بعيد صرحا ثقافيا وسياحيا يستقطب عديد الزوار نظرا لطابعه المعماري المتميز والذي ظلّ محافظا عليه وقد تعاقبت على المجسم عديد النشاطات بداية بسوق للخضر والفواكه، ليتحوّل بعدها إلى سوق لبيع الطيور، ليتم تحويله سنة 1991 إلى مركز إشعاع ثقافي وعلمي يضم أكثر من 1000 منخرط ينشطون في عدة نوادي كنادي علم الفلك، نادي الإلكترونيك، نادي اللغات الحية، فضلا عن مكتبة للمطالعة، قاعة للمحاضرات بسعة 2000 مقعد إحتضنت عديد الملتقيات والأيام الدراسية وغيرها من المحاضرات العلمية، ليطاله الإهمال مجددا بداية من سنة 2005 وحتى 2010، أين جعلت منه مديرية السياحة كمركز توجيه سياحي، ليطاله الإهمال مرة أخرى لعدة سنوات إلى غاية اليوم، ما دفع بممثلي المجتمع المدني للمطالبة بإعادة الحياة لهذا الصرح وبعث نشاطه مجددا كمرفق ثقافي خاص بالتسلية العلمية.