أصدرت السلطات الولائية لبومرداس، أمرا بغلق أحد المنابع المائية المتواجدة على مستوى قرية»بوعيدل» ببلدية عمال بعد تسجيل أزيد من 1٤٧ حالة إصابة بإسهال حاد بسبب تلوث الماء، ومطالبة المواطنين بعدم استعمال مياه البئر وتلك المخزنة في بيوتهم تجنبا لحالة الإصابة وخوفا من حدوث مضاعفات صحية قد تهدد صحة السكان، في انتظار ظهور التحاليل النهائية لمعهد باستور بالعاصمة.
حالات الإصابة بالإسهال التي طالت عددا من سكان بلدية عمال والقرى المجاورة لها الذين استعملوا مياه المنبع، بدأت نهاية الأسبوع بعدما استقبلت المؤسسات الصحية 27 شخصا يعانون من الداء، ما استدعى تحرك المصالح الصحية المختصة والسلطات الولائية والمحلية للوقوف على أسباب الإصابة ومصدر التلوث، وبعد التحريات تم اكتشاف مصدر الخطر المتمثل في تلوث مياه منبع طبيعي عبارة عن بئر لأحد الخواص موصول بحنفيات لتزويد المواطنين، الأمر الذي استدعى السلطات الولائية اتخاذ قرار بغلق المنبع ومطالبة المواطنين بعدم شرب مياهه إلى غاية صدور التحاليل النهائية من معهد باستور، خاصة وأن التحاليل الأولية أثبتت وجود جراثيم في مياه البئر حسب مصادر من مديرية الصحة.
ويخشى عديد المواطنين الذين يتزودون يوميا من الآبار والمنابع الطبيعية من حدوث إصابات مماثلة سواء بالإسهال أوأمراض أخرى خطيرة متنقلة عن طريق المياه الملوثة منها الكوليرا خاصة بالمناطق الريفية والجبلية التي لا تزال مثل هذه المنابع تشكل مصدرا أساسيا لتموينها بمياه الشرب والاستعمال اليومي نتيجة ضعف التغطية بشبكة مياه الشرب وتذبذب علمية التوزيع في فترات طويلة من السنة وفصل الصيف بالخصوص، وهي نفس التحذيرات التي طالما رفعتها لجان النظافة والصحة على مستوى المجلس الشعبي الولائي والمختصين نتيجة ضعف المعالجة والمتابعة المستمرة من قبل مكاتب النظافة على مستوى البلديات.
كما لا تزال إشكالية ربط جميع مناطق الولاية بشبكة الصرف الصحي ونقصد هنا القرى والتجمعات السكنية المعزولة التي تغيب عنها قنوات الربط تثير مخاوف المواطنين بسبب احتمال تلوث الآبار والمنابع الطبيعية المفتوحة على المياه المستعملة، وأخرى تصب مباشرة في الأودية الرئيسية تقوم لحد الآن بتزويد نسبة كبيرة من السكان بمياه الشرب عن طريق الآبار الارتوازية منها وادي سيباو الذي يمون عددا من البلديات الشرقية.