الهندسة البشرية رهان المديرية العامة للأمن الوطني
اعتبر العديد من المشاركين في الطبعة 10 للصالون الدولي للسياحة والأسفار والنقل، الذي ستختتم فعالياته اليوم، بمركز الاتفاقيات “محمد بن أحمد” لوهران، أنّ الأمن السياحي هو الركيزة الأساسية في مسيرة تنمية وتطوير القطاع الذي يمتد ليشمل كافة المجالات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، مرورا بدوره في تفعيل العلاقات الإنسانية والتفاعل بين الشعوب المختلفة.
تشارك المديرية العامة للأمن الوطني على هامش هذه التظاهرة المتخصصة “سياحة ٢٠١٩“، بالتنسيق مع ثلاث مديريات لها صلاحيات في هذا الميدان، على رأسها الأمن العمومي، باعتباره الأم الحاضنة لانشغالات المواطنين والقوّة الضاربة في الميدان، وكذا شرطة الحدود لدورها المحوري في الموانئ والمطارات والمعابر الحدودية البرية، وتربط بينهما خلية الاتصال والصحافة، بالنظر إلى مكانتها في منظومة أمنية متكاملة ومتطورة، تحترم وتحقّق مصالح الجميع، وذلك على حد تعبير رابح زواوي، رئيس مكتب الاتصال بمديرية الأمن العمومي.
وأشار عميد الشرطة، رابح زواوي في تصريح صحفي إلى عدّة محاور أساسية تراهن عليها القيادة في خطة التأمين السياحي، انطلاقا من التسهيلات في المطارات والموانئ والمنافذ الحدودية، ثم التأمينات والمواكبة على مستوى الفنادق ومختلف المناطق السياحية والأثرية التي تستقطب السياح في ربوع الوطن، مرورا بضمان انسيابية التنقل وسلاسة المرور وتوفير المواكبة من ولاية إلى ولاية أخرى، بهدف زيادة الجذب السياحي والارتقاء بالمنتج الوطني إلى مصاف القطاعات المدرة للثروة.
وفي سياق متّصل تطرق مصدرنا إلى ما يواجههم من تحديات العصر الراهن، قائلا “ العالم تحوّل من العولمة إلى الحوكمة الناجعة والرقمنة، ونحن نضاهي الجنون الرقمي من خلال كل هذه المتغيرات”، مشيرا في هذا الصدد إلى دور ومكانة المورد البشري في تحقيق الفعالية والكفاءة في مجال الأمن السياحي، وما سيتبعه من ضرورة مواكبة التطورات القائمة على رأس المال المعرفي، من أجل التحكم في المعلومة والتدفق المعلوماتي مع كل الأطراف الفاعلة في القطاع.
حيث أكّد رابح الزواوي، رئيس مكتب الاتصال بمديرية الأمن العمومي على دور الرأس المال “البشري”المؤهل القادر على إعطاء القيمة الإضافية للمجال السياحي، واضعا إياه على رأس قائمة الأولويات، قبل أن يتطرق إلى الرأس المال “الهيكلي” من الفنادق وشبكة الطرق وغيرها من قواعد السياحة، ثم الرأس المال “العلائقي” من خلال التنسيق والشراكة، المبنية على الثقة والشفافية والتفاهم والرضا الوظيفي وروح الانتماء إلى هذا الوطن.
وأوضح أنّ هذه الركائز الأساسية التي تستند عليها مديريتهم لتغليب التفكير النظامي على التفكير التنظيمي، وصولا إلى تحديد طبيعة العلاقات والارتباطات والتشابكات في المجال السياحي، فعلى سبيل المثال السائح الأوربي يختلف عن السائح المشرقي، وهذا الأخير يختلف عن السائح الجزائري، يضيف نفس المتحدّث قائلا “كل هذه الأمور تأخذها المديرية العامة للأمن الوطني، بعين الاعتبار، انطلاقا من الموانئ والمطارات، باعتبارها البوابة الأولى التي يراهن عليها الأمن الوطني في اختصاصه المتعلق بشرطة الحدود، بما يعكس أبعاد الوعي الأمني والذكاء السياحي على التوجه الاستراتيجي للمديرية العامة للأمن الوطني نحو الارتقاء إلى ما يعرف بالهندسة البشرية...”
وتشارك شرطة الحدود في هذه الطبعة من أجل إبراز مجهوداتها المبذولة في سبيل راحة وأمن المسافرين الأجانب والجزائريين على مستوى المطارات والموانئ أو المعابر الحدودية البرية، ناهيك عن دورها في مكافحة الجريمة بمختلف أشكالها، كالهجرة غير الشرعية وتزوير وثائق وسندات السفر والتهريب والمتجارة بالأسلحة وتهريب العملة الصعبة.
كما تسعى مديرية شرطة الحدود بالإضافة إلى هذه المهام إلى تعزيز الإجراءات التسهيلية لفائدة المسافرين، لاسيما في الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية ومواسم الاصطياف والحج والعمرة، وذلك بوضع مجموعة من التشكيلات الأمنية على مستوى الفرق الحدودية، تسمح باحترام أمن وسلامة الطيران المدني وكذا الملاحة البحرية، مع تقديم خدمات متكاملة راقية ومتميزة تسمح للمسافرين بإتمام الإجراءات الشرطية في مدة وجيزة وبأقل مجهود، تطبيقا للتعليمات المسداة من طرف القيادة العليا.
قال الهاشمي دهيلي ملازم أول للشرطة بخلية الاتصال والعلاقات العامة بالمصلحة الجهوية لشرطة الحدود على مستوى ولاية وهران، أنّ المديرية العامة للأمن الوطني تسير بخطوات ثابتة ومعايير محددة لتقديم خدمة سياحية ذات جودة شاملة، ترقى إلى مستوى تطلعات ومتطلبات السياح الأجانب والمحليين، منوها في هذا الصدد إلى ما يعرف بالتنسيقية العملياتية للأمن السياحي ودورها البارز في تقديم التسهيلات وكل المواكبات عند تنقل السياح على مستوى إقليم اختصاص مصالح الأمن الوطني.
ونوّه المصدر إلى أن المصلحة الجهوية لشرطة الحدود على مستوى ولاية وهران تمتلك مجوعة من الفرق الحدودية الجوية والبرية، تتمثل في الفرقة الأولى لشرطة الحدود البحرية لميناء وهران والفرقة الثانية لشرطة الحدود الجوية بمطار أحمد بن بلة وهران وفرقة شرطة الحدود البحرية لميناء أرزيو وكذا فرقة شرطة الحدود البحرية بميناء مستغانم وفرقة شرطة الحدود الجوية لمطار أبو بكر بلقايد بشلف وفرقة الحدود البحرية بميناء تنس.