طباعة هذه الصفحة

يونس افتيسان :

«كل شيء مرتبط بانطلاقة أي فريق»

حاوره: فؤاد بن طالب

أكد يونس افتيسان لاعب دولي سابق وتقني متميز قائلا، أن تسيير أندية كرة القدم حاليا لا يليق بسمعة الكرة الجزائرية التي كانت يوما ما مرجعا في القارة السمراء، والدليل أن بطولة هذا الموسم انطلقت عرجاء لبعض الفرق ومتوسطة للأخرى. ما يعني أن البطولة دخلت منعرجا مهما في مسيرتها وهي الآن في الجولة 22 ولم يظهر فريق أحسن من الآخر من حيث النتائج، ماعدا فريق أو فريقين، وهذا يعود ـ حسبه ـ إلى قلّة نضح بعض المسؤولين في التسيير والوقوف إلى جانب اللاعبين في الوقت المناسب، ما أدى إلى ضعف النتائج لدى بعض الفرق التي لازالت تركن في مؤخرة الترتيب على غرار اتحاد بلعباس، مولودية بجاية، دفاع تاجنانت والقائمة طويلة. هذا ما أثر سلبا على تحقيق النتائج المرجوة لدى بعض الفرق التي كانت في الموسم الماضي بعبع البطولة.
افتيسان في هذا الحديث، تفاجأ بالتراجع الرهيب والمخيف لدى فرق مؤخرة الترتيب التي هي مطالبة حاليا بمراجعة حساباتها قبل فوات الأوان، ولمزيد من الإثراء والتنوير طرحنا على ضيف «الشعب» أسئلة محدّدة تدور جميعها في خانة نتائج مرحلة العودة، خاصة الفرق المهدّدة بالسقوط فكانت أجوبته صريحة ولها بعد تقني متميز.

ما هو تقييمك للفرق التي لا زالت تعاني في مؤخرة الترتيب في المحترف الأول؟
 يجب على الفرق التي لازالت تجد ضالتها في البطولة ونحن دخلنا في مرحلة الحسابات، حيث لم يبق على نهاية البطولة جولات معدودة وشاهدت أغلب مباريات الذهاب وجزء من مرحلة العودة، فهناك تراجع رهيب لدى بعض الفرق على غرار بلعباس، مولودية بجاية، المدية وتاجنانت وآخرون.
ما هي الأسباب في نظرك؟
كل شيء مرتبط بالانطلاقة، لأن احتيار أو انتقاء اللاعبين لا يأتي بالصدفة بل يجل أن يكون مدروسا من طرف الرئيس والتقني المكلف بالانتقاء، إضافة إلى عوامل التحضير الجيد والمبني على قواعد كروية حديثة للاعبين مع التفاهم التام مع اللاعبين وماذا سيقدمونه للفريق، كلها عوامل صبّت في خانة الفشل لهذه الفرق التي لازالت تبحث عن مخرج ينقدها من السقوط.
ما هي العوامل الأساسية التي أثرت سلبا على مردود هذه الفرق؟
كان لابد أن يكون التقييم عند نهاية المرحلة الأولى حتى يتمكّن التقني من معرفة أداء كل لاعب حسب موقعه وتدارك الأخطاء، لكن إلى يومنا هذا هناك رؤساء غير قادرين على تسيير أنديتهم، ما جعل النتائج تصبّ في خانة الفشل.
ألا ترى بأن غياب السيولة المالية لبعض الفرق سبب الإخفاقات؟
هذا عنصر مهم في تشجيع اللاعبين وبعث روح العمل أكثر، لكن هناك فرق وجدت صعوبة كبيرة في تسديد أجور اللاعبين، ما أثر سلبا على المردود العام ونقص النتائج لأن بداية المشوار لم تكن واضحة بين الطرفين. وهذا لا يتأتى إلا إذا كان الرئيس المسير محنك وله تجربة في توظيف الإمكانيات بصورة عقلانية ومتناغمة مع الجميع.
ماذا تقصد هنا؟
أولا توظيف الأموال على اللاعبين كل حسب مردوده وإمكانياته فاليوم نشاهد كل اللاعبين سواسية في المبالغ، وهذا غير معقول ولذلك فالأمور مثل هذه تحسم في بداية الموسم مع المسؤول الأول واللاعب، لأن الشفافية في المعاملات المادية أفضل نجاح لأي فريق، فهنا اللاعب يفهم بأن الإدارة وضعت النقاط على الحروف فهو مطالب بمضاعفة الجهد سواء في التدريبات أو أثناء المباريات الرسمية أو حتى الانضباط.
معنى هذا، المستحقات تثير المشاكل والعودة إلى النتائج الايجابية صعب؟
حقيقة المستحقات أو المنح المادية يصعب تسويتها مع اللاعبين، خاصة إذا كان رئيس النادي فاشل في التسيير وغير قادر على احتواء الأمور فهنا يحدث شرخ كبير في وسط اللاعبين وتتعقد الأمور وتزداد الأزمات، مما يزيد من صعوبة تسيير الفريق، وهذا ما نسجله حاليا لدى أغلب أندية كرة القدم في هذا المجال.
ما المطلوب من رئيس النادي؟
لا يجب أن نتسرّع في مثل هذه الأمور لأنها حسّاسة جدا واللاعب هو موظف لدى هذا الفريق، أو ذاك يجب أن تكون الشفافية في مثل هذه الحالات لأنها مهمة في تفعيل نشاط المجموعة لأي فريق.
كيف لرئيس ما، تسيير ناديه إداريا؟
المعمول به عالميا في تسيير الأندية، هو لقاء رئيس النادي مع أي لاعب يختاره ويكون الحديث حول إمكانية هذا اللاعب وماذا سيقدمه للفريق، خاصة أن اختيار اللاعب ليس سهلا، ولذلك فأغلب الرؤساء يوظفون من هبّ ودبّ ويعتبرونه نجم الفريق وبأموال كبيرة، وهذا غلط يجب أن تدرس الأمور منذ البداية مع هذا أو ذلك.
كيف ترى مستوى الفرق في نظرك؟
المستوى متقارب سواء لفرق المقدمة أو المؤخرة، ماعدا بعض الإمكانيات لبعض الأندية، بينما فرق أخرى لازالت تتخبّط منذ بداية الموسم على غرار مولودية بجاية التي لم تستقر على تشكيلة أساسية وهذا الكلام ينطبق على أغلب الأندية التي تطبق سياسة «البريكولاج» لا غير وهذا لا يخدم الكرة الجزائرية.
وما هو  الهدف من تكوين بطولة محترفة؟
الهدف المسطر في برنامج كل الفرق هو تكوين الخلف في بيت الأندية، من أجل الخروج بلاعبين يدعمون الفريق الوطني مثل جيل الثمانينات والتسعينات أين كانت الكرة الجزائرية تزخر بأكبر نجومها وهذا ليس بغريب عنا.
ما هي الأمور التي عقّدت نتائج بعض الفرق في البطولة الوطنية؟
قلة الاستقرار لدى بعض الفرق من حيث الجهاز الفني، إضافة إلى جلب لاعبين لم يقدموا ما هو مطلوب منهم ميدانيا وإعطائهم مبالغ خيالية على حساب لاعبين في نفس الفريق وهذا يؤثر سلبا على المردود العام للفريق.
كتقني وخبير في التسيير، ما هي الرسالة التي تقدمها لرؤساء الأندية؟
التسيير ليس سهلا، ولكن له قواعد مضبوطة منها التخطيط وطريقة توظيف اللاعبين بكل شفافية، دراسة أجور اللاعبين والطاقم الفني والإداري وهذا كله قبل انطلاق الموسم، حتى يكون الفريق برمته على علم ما هو موجود في بيت هذا الفريق أو ذاك.
ما رأيك في تغيير المدربين؟
هذا مشكل كبير هناك فرق يستقدمون مدربين أجانب من أجل تدريب الفريق ما بين شهرين أو ثلاثة وبالعملة الصعبة، وهذا هو سوء التسيير لدى بعض الأندية وتدخل بعدها في دوامة المشاكل المالية من الأفضل قبل أن يأتي أي مدرب لابد على المسؤول الأول أن يراعي ظروف الفريق المادية وأمور أخرى قبل أن يقدم على التغيير.
في نظرك هذه التغييرات في الأجهزة الفنية تكون سببا في إخفاق فريق ما؟
طبعا لأن النجاح يأتي بالاستقرار على مستوى الجهاز الفني والإداري، فاللاعبين يشعرون بالثقة والراحة النفسية والنتائج تكون أفضل وهذا ما يجب أن يفعله رؤساء الأندية في تسيير شؤون فريقهم.
ماذا تقول عن نتيجتي اتحاد عنابة أمام وفاق سطيف ونصر حسين داي أمام بلوزداد يرسم الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية؟
مباراة اتحاد عنابة مباراة بطولية لأبناء بونة وحقّقوا الأهم، في انتظار المهم وهم قادرون على الوصول إلى الدور النصف النهائي.. أما الداربي العاصمي فأظن أن لقاء العودة سيكون قويا رغم أن الأسبقية للنصرية.
كلمة ختامية.
أتمنى أن ينهض الرؤساء من سباتهم وأن يدفعوا بعجلة الكرة إلى الأمام من أجل العودة بنا إلى مصاف الكبار.