كشف مرشح حركة مجتمع السلم “حمس” للانتخابات الرئاسية، عبد الرزاق مقري ، أمس، بالجزائر العاصمة، عن برنامجه الانتخابي القائم على رؤية سياسية توافقية من شأنها “تحقيق انتقال ديمقراطي سلس والوصول إلى الحكم الراشد”.
في استعراضه لأهم ما ينطوي عليه البرنامج الانتخابي الذي أعدته الحركة في إطار مشاركتها في رئاسيات 18 أبريل والذي عنونته بـ “الحلم الجزائري”، أكد مقري على أن هذا البرنامج يضم حزمة من “البدائل الكفيلة بالوصول إلى تحقيق الحكم الراشد، وفقا للمعايير الدولية في هذا المجال” والتي ترتكز على “رؤية سياسية توافقية، تفتح باب المشاركة أمام الجميع”.
على الرغم من إقراره بفشل التوافق الوطني الذي لطالما دعت إليه “حمس”، إلا أن مقري يرى بأن “الفشل الحقيقي متعلق بالرافضين لهذه المبادرة”، مذكرا بأن الحركة توجهت إلى أحزاب المعارضة التي عرضت عليها مطولا فكرة التوافق حول مرشح إجماع إلا أنها “لم تتلق أي رد” في هذا الصدد وهو ما دفعها الى اختيار مرشحها لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة.
كما قدم مقري أجندته المستقبلية في حال فوزه في الرئاسيات، حيث تعهد بمواصلة العمل على تحقيق التوافق “ليس فقط مع النخب وإنما مع كل أفراد الشعب الجزائري” وذلك في إطار “مسار تشاوري موسع، يختتم بالوصول إلى عقد اجتماعي”.
ويلتزم المرشح، “بتشكيل حكومة توافقية، يكون رئيسها منتميا إلى حزب آخر” و«إنشاء لجنة مستقلة لتنظيم الانتخابات” و«إجراء مراجعة معمقة للدستور حتى يكون بالفعل القانون الأسمى لدولة متوازنة مبنية على القانون”، وكذا “تنظيم انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة من أجل تغيير المشهد السياسي وفقا لما تعبر عنه الإرادة الشعبية”، يقول مقري.
ويشدد مرشح “حمس” على أن الحركة “مؤهلة للحكم”، مستندا في ذلك إلى “تجربتها السياسية الطويلة وانتشارها الواسع على المستوى الوطني”، فضلا عن “صمودها في وجه التطرف والتضحيات التي قدمتها لصدّه”.
وتابع قائلا في هذا السياق “نحن لا نقبل أن يزايد علينا أحد عندما يتعلق الأمر بوطنيتنا (...) كما أننا نتميز بوسطيتنا التي تجعلنا قادرين على التحاور مع كافة التيارات السياسية بغض النظر عن توجهاتها”.
أما في الشق الاقتصادي، فقد أشار مقري إلى أن برنامجه الانتخابي التي تم إعداده عبر 100 صفحة، يتضمن إصلاحات معمقة تمس كل الجوانب، مع وضع آجال محددة لتحقيق كل الأهداف التي وردت في الوثيقة، على غرار تحقيق نموللناتج الإجمالي الخام يصل إلى 7٪ ابتداء من 2020 وغيرها، مع تسطير خطة عمل “محكمة” لكل قطاع، “تمكنه من تحقيق وثبة سريعة”، مثلما أكد.
حول مشاركته في اللقاء الذي دعت إليه ظهر اليوم جبهة العدالة والتنمية من أجل الخروج بمرشح توافقي للرئاسيات المقبلة، أوضح مقري بأنه يشارك من أجل الاطلاع على ما تطرحه هذه التشكيلات السياسية و«الوقوف على الأسباب وراء تبني هذا المقترح الآن بعدما تم رفضه في السابق رغم سعينا مطولا لتحقيقه”.