الزائر لمدينة خنشلة، يقف على الحالة من الفوضى وانعدام المظهر الحضاري للمدينة، فأصحاب المحلات التجارية يحتلون الأرصفة وحتى الطرقات بسلعهم، وسط ظاهرتي تسربات المياه وانتشار القمامة على مدار السنة وانعدام الإنارة العمومية وتعطلها في عشرات الأحياء السكنية وتدهور عديد الطرقات الثانوية.
يوميا نقف على هذه الحالة العامة من الفوضى واستياء السكان المستمر، خاصة ما تعلّق منها بانعدام الإنارة العمومية في جل أحياء المدينة وما ترتب عن ذلك من خطر على السكان والمارة ليلا، إذ تمّ تسجيل العديد من الاعتداءات والسرقات وسط الظلام، إضافة إلى تسجيل سقوط كبار السن والأطفال جراء الظلام الدامس في العديد من الأحياء.
كما تشهد عاصمة الولاية انتشار واسع للقمامة عبر مختلف الأحياء، بشكل يوحي بتقصير الجميع في تسيير النفايات، ابتداء من المواطن البسيط وصولا إلى مصالح البلدية المكلفة بمهمة جمع القمامة وتنظيف الشوارع، فلا المواطن يحترم أوقات رمي أكياس القمامة ولا البلدية قادرة على جمع النفايات بأنواعها بشكل دوري ومنظم عبر كل الأحياء، رغم تزويدها بالعشرات من المركبات الخاصة بجمع القمامة ونقلها من طرف مصالح الولاية.
وما زاد من معاناة السكان وغياب الضمير المهني للتجار، هو قيام هؤلاء بالاستيلاء على الأرصفة أمام محلاتهم ونصب طاولات سلعهم عليها بعديد شوارع المدينة، منها شارع فلسطين، وبن باديس، طريق بابار طريق زوي طريق العيزار وغيرها، ما تسبّب في إعاقة حقيقية لسير الراجلين والمركبات على حدّ السواء، حيث يضطر أمام هذه الظاهرة الراجلين إلى المشي وسط الطريق ما ينجر عن ذلك من إعاقة السير وحدوث مناوشات مستمرة بين أصحاب المحلات وسائقي المركبات والراجلين.
وأصبح المواطن الخنشلي، يعاني كذلك وبشكل حاد من مشكل انتشار تسربات المياه، لاسيما بأحياء المدينة الجديدة الناتج عن تكسر شبكة توزيع مياه الشرب رغم حداثة انجازها، حيث سجلت عمليات غشّ في الانجاز سرعان ما انكشفت بعد ترحيل السكان إلى العمارات هناك عند تشغيل الشبكة يوميا أوقات ضخ المياه، وقد تسببّت هذه التسربات المائية في تكسّر العديد من الطرقات حديثة الإنجاز كذالك.
وأمام هذا الوضع، يتطلّع سكان عاصمة الولاية ويأملون في تغيير طريقة تسيير هذه المدينة، والعمل والنظر من طرف السلطات بجدية على تحديد وتشخيص أسباب عدم فعالية البرامج التنموية المرصودة في هذا الإطار وفشل الوصول إلى الأهداف المسطرة في ترقية عاصمة الولاية كواجهة تتطلّب الاهتمام اللائق.