طباعة هذه الصفحة

قال إن الجزائر على أعتاب استحقاق وطني بالغ الأهمية

الفريق قايد صالح يؤكد على مواجهة التحديات وتعميق المسعى الديمقراطي

  نجاحنا في ترسيخ قيم الوفاء للوطن والإخلاص لمبادئه وموروثه الحضاري

مواصلة للزيارات الميدانية إلى مختلف النواحي العسكرية، وتكثيفا لجهود التواصل المباشر والدائم مع أفراد القوات المسلحة، قام الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الثلاثاء ، بزيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة.
بعد مراسم الاستقبال، ورفقة اللواء عمار عثامنية، قائد الناحية العسكرية الخامسة، وقف الفريق وقفة ترحم على روح الشهيد البطل “زيغود يوسف” الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
إثر ذلك ترأس الفريق لقاء توجيهيا ضم قيادة وأركانات وإطارات الناحية وكذا قادة القطاعات العملياتية وقادة الوحدات وهياكل التكوين، فضلا عن ممثلي مختلف الأسلاك الأمنية.
وفي كلمته التوجيهية، والتي بثت إلى جميع وحدات الناحية عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، دعا الفريق جميع إطارات وأفراد الجيش الوطني الشعبي، إلى مواصلة الاقتداء بأبطال جيش التحرير الوطني، والتأكيد عملا وسلوكا وفي الميدان، على أنهم جديرون بعظمة وشموخ تاريخ الثورة التحريرية المظفرة، وأنهم جديرون أيضا بحمل رسالة أسلافهم الميامين، وتحمل مسؤولية حفظ أمانتهم:

كل فرد في الجيش اليوم ملزم أن يكون شبيها للمجاهد عملا وسلوكا

«إنكم تلاحظون أنني أحرص دوما، وعن قصد، على أن أقرن الجيش الوطني الشعبي بسلفه جيش التحرير الوطني، وكنت دوما، وعن قصد أيضا، أشدد القول على عبارة السليل، والمراد من ذلك هوأن يقتفي هذا السليل، أي الجيش الوطني الشعبي درب سلفه بكل ما تعنيه عبارة الاقتفاء من معنى، أي أن يجعل منه قدوته الأساسية وأن يشعر كل فرد في الجيش الوطني الشعبي أنه ملزم كل الالتزام، بأن يكون شبيها للمجاهد في جيش التحرير الوطني، من حيث العمل والسلوك ومن حيث حدة الإصرار وقوة العزيمة وصلابة الإرادة ومن حيث إدراك معاني، بل، وأبعاد الجهد الذي يبذله في سبيل وطنه.

الجيش مدرسة حقيقية فكرا، عملا، منهاجا وعقيدة للمدرسة التاريخية

وفي هذا الإطار بالذات، لا بد لي من التذكير أمامكم اليوم مرة أخرى، بأن حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، كان وسيبقى، بإذن الله تعالى، يرتكز حول إيــلاء أهمية قصوى لجعل الجيش الوطني الشعبي بمثابة المدرسة الحقيقية التي تتطابق جهودها، فكرا وعملا وعقيدة ونهجا مهنيا، مع تلك المدرسة التاريخية التي أرساها أسلافه الميامين، حيث سعينا ونجحنا في ترسيخ قيم الوفاء للوطن والإخلاص لمبادئه الوطنية وموروثه الثقافي والحضاري، وتثبيت مبدأ التلاحم مع كافة الشرائح الشعبية في جميع ربوع الوطن، وزرع روح المسؤولية وحس الواجب في الأذهان، بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، بحيث تبقى، وإلى الأبد، الجزائر المستقلة الموحدة أرضا وشعبا، هي غاية الغايات الواجب المحافظة عليها في كل الظروف والأحوال، أقول في كل الظروف والأحوال”.
كما أكد الفريق على أهمية هذا اللقاء الذي يأتي أياما قليلة قبل احتفال الشعب الجزائري بواحدة من المحطات التاريخية الخالدة والمتمثلة في اليوم الوطني للشهيد الموافق لـ 18 فيفري، هذا الاحتفال الذي يعد فرصة متجددة يعلومن خلالها صوت الذاكرة الوطنية المجيدة، ويعم كافة أرجاء الوطن الذي ينحني أبناؤه إجلالا وتكريما لهؤلاء الشهداء الأبرار الذين تبقى ذكراهم عالقة في مخيلة الشعب الجزائري وتبقى بطولاتهم ومآثرهم الخالدة شاهدا من شواهد الفخر والاعتزاز. كما يأتي هذا اللقاء أيضا والشعب الجزائري يستعد لموعد انتخابي بالغ الأهمية:

بناء الدولة العصرية أهم المكتسبات تحققت في بلادنا عززها صرح المؤسسات

«أود بهذه المناسبة، والجزائر على أعتاب استحقاق وطني بالغ الأهمية، أن أؤكد على أن بناء الدولة العصرية التي تكرس جهودها لخدمة الشعب السيد، هي من أهم المكتسبات التي تحققت في بلادنا، والتي تعزز بمقتضاها صرح هذه المؤسسات، التي تحصنت أسس ضوابطها، بما يكفل لها التطلع دوما وبعزيمة لا تقهر إلى الامتلاك الدائم للقدرة على مواجهة التحديات المعترضة، وكذلك القدرة على تعميق المسعى الديمقراطي، الذي تعبدت أمامه السبل، بعد إعادة إقرار الأمن والاستقرار، وإرساء قواعد السلم والمصالحة الوطنية في كافة ربوع الوطن.
الجزائر في حاجة ماسة إلى أبنائها الأوفياء لروح نوفمبر
ففي ظل هذه الأشواط الإيجابية المحققة في الميدان، والتي يعتز الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بأنه كان ممن أسهموا في إرسائها، بفضل رعاية رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ثم بفضل ذلك التجـذر العميق الذي ما فتئت تتقوى روابطه بين الشعب وجيشه، بما يجعل منه جزءا لا يتجزأ من الشعب الجزائري، ويقاسمه بذلك ذات المرجعية التاريخية الوطنية الأصيلة، وذات الانشغالات المتعلقة بالجزائر حاضرا ومستقبلا، ويشاطره في ذات السياق نفس الطموحات المستقبلية، وهوما يستوجب، دون شك، التأكيد على أن الجزائر تبقى دوما في حاجة ماسة إلى أبنائها الأوفياء الذين يؤمنون بأبعاد نوفمبر وبروحه الخالدة، ويكون لهم بمثابة الملهم الذي يستمدون منه كيف يرسون أسس دولة المؤسسات، التي تكرس جهودها ليس فقط من أجل المحافظة على ما تحقق من مكتسبات، بل، أيضا على تعزيز موجبات تعميق عوامل التنمية الوطنية المستدامة، تجسيدا للمقاربة التنموية العقلانية التي تتبناها الدولة بهدف الرفع من المستوى المعيشي للشعب الجزائري”. وفي ختام اللقاء فسح المجال أمام أفراد الناحية للتعبير عن انشغالاتهم واهتماماتهم، بعدها ترأس الفريق اجتماعا ثانيا ضم قيادة وأركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية وأركاناتهم وكذا قادة هياكل التكوين وقادة الوحدات ، تابع خلاله عرضا شاملا قدمه نائب قائد الناحية.