لا يزال الوضع الامني في ليبيا «متوترا» في معظم أرجاء البلد وخصوصا في العاصمة طرابلس حيث «أسفرت النزاعات المسلحة بين الميليشيات المتخاصمة عن سقوط العديد من الضحايا وتدمير المنازل»، حسبما أفاد به تقرير حول وضع السلم والأمن في افريقيا الذي تم تقديمه خلال القمة 32 للاتحاد الافريقي بأديس أبابا.
وجاء في التقرير الذي قدمه مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي «كذلك كان الامر خلال شهري أوت وسبتمبر 2018 حيث شهدت تلك الفترة هجومات مميتة استهدفت الشركة الوطنية للمحروقات في سبتمبر الماضي ومقر وزارة الشؤون الخارجية في ديسمبر 2018».
وأشار التقرير إلى ان «جماعات ارهابية واخرى اجرامية تنشط بحرية تامة في جنوب ليبيا حيث نجد ضمن هذه الجماعات الارهابية افرادا من التنظيمين الدمويين «داعش» و»القاعدة» متورطين في العديد من عمليات الاختطاف والجرائم وأعمال التهريب. وتتعدى أعمالهم الاجرامية الحدود الليبية كما تمس كذلك البلدان المجاورة وكل المنطقة».
وأحاط التقرير علما «بالجهود المبذولة على الصعيد الاقليمي والقاري والدولي من اجل الخروج بحل دائم للوضع بغية تحقيق المصالحة الوطنية واستكمال المرحلة الانتقالية في ليبيا بصفة ناجحة».
وتعد لجنة الاتحاد الافريقي مدعوة «لتسريع الجهود بغية تنظيم ندوة دولية بأديس أبابا سنة 2019 تحت اشراف الاتحاد الافريقي ومنظمة الامم المتحدة من اجل التطرق الى مسألة المصالحة في ليبيا».
في السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريس الى ضرورة العمل على توحيد الشعب الليبي للدفع بالعملية السياسية عبرعقد مؤتمر وطني يمهد الطريق للمصالحة والانتخابات في المستقبل.
ونشر مركز أنباء الأمم المتحدة أمس الإثنين كلمة غوتيريس في أشغال القمة الافريقية قال فيها أن «اتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس وما حولها والذي توسطت فيه الأمم المتحدة، ما زال قائما على الرغم من الصعوبات».
وكان غوتيريس قد بحث مع مبعوثه الخاص الى ليبيا السيد غسان سلامة على هامش اشغال القمة باديس ابابا، السيادة الليبية على اراضيها وانهاء التدخل الاجنبي في شؤونها، مشددا على الدور الرئيسي الذي يمكن ان تلعبه الدول الافريقية في الاستقرار في ليبيا.
دعوة لضبط النفس في الجنوب
دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جميع الأطراف إلى تحمل مسؤوليتهم في ضمان سلامة المواطنين وتأمين ثروات البلاد والابتعاد عن استهداف المرافق الاقتصادية.
وأكدت البعثة في بيان لها ضرورة عدم المساس بالمدنيين تحت أي ذريعة و»التقيد التام بالقانون الإنساني الدولي».
وشددت في بيانها بشأن التطورات الأخيرة في الجنوب الليبي على ضرورة «حصر جميع العمليات العسكرية على مكافحة الاٍرهاب والجريمة المنظمة».
وأبدت البعثة استعدادها التام للمساعدة في تقريب وجهات النظر وعرض مساعيها الحميدة لهذا الغرض، مذكرة جميع الأطراف الليبية بضرورة الالتزام بضبط النفس وتغليب لغة الحوار.
وشهدت الأيام الأخيرة تصاعد الأعمال العسكرية جنوبي ليبيا على خلفية تنفيذ أربع ضربات جوية يوم السبت قرب حقل «الفيل» النفطي الذي يبعد 750 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة طرابلس.
هذا وأعرب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، أمس، عن تطلع الجانب الليبي للاستفادة من إمكانيات وخبرة الصليب الأحمر في معالجة الأوضاع الإنسانية الناجمة عن الحروب والصراعات.
وجاء ذلك خلال استقبال السيد السراج، بمقر المجلس بالعاصمة طرابلس، وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضم كل من السادة: دومنيك ستيلهارت، مدير العمليات للجنة الدولية للصليب الأحمر، باتريك يوسف، نائب المدير الإقليمي للعمليات بافريقيا وكارل انطوان ماتلي، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بليبيا.