بمشاركة عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات الافريقية الى جانب الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تتواصل بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لليوم الثاني والأخير أعمال قمة الاتحاد الإفريقي، في دورتها 32، تحت شعار «اللاجئون، والعائدون والنازحون داخليا: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا».
وشهد اليوم الأول أمس، انتقال الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لعام 2019 من الرئيس الرواندي بول كاغامي إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لتحظى مصر للمرة الاولى في تاريخ المنظمة الافريقية برئاسة هذا المنتظم القاري، وينتظر - حسب المراقبين السياسيين - أن تهتم مصر أكثر بالقضايا ذات الطابع الأمني والاقتصادي، خلافا لنهج كاغامي الذي أراد إصلاح أجهزة المنظمة الإفريقية، وجعل الإصلاح حجر الزاوية خلال العام الذي ترأس فيه الاتحاد القاري.
وكان الرئيس الرواندي يسعى إلى فرض ضريبة استيراد على مستوى القارة لتمويل الاتحاد الإفريقي وخفض اعتماده على المانحين الخارجيين، الذين ما زالوا يدفعون أكثر من نصف الميزانية السنوية للمنظمة.
جواز سفر موحّد
وكما جرت العادة، تتصدر أزمات القارة الأمنية جدول أعمال القادة في أديس أبابا، كما يتطرق المجتمعون لقضية الارهاب وجواز السفر الافريقي الموحد و الاندماج الاقتصادي، إضافة الى عملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد وتمويله.
أما عن إصلاح مفوضية الاتحاد الإفريقي فهو موضوع أكثر حساسية. ففي نوفمبر 2018، رفضت أغلب الدول مقترحا بمنح الذراع التنفيذي للاتحاد الإفريقي الحق في اختيار نواب ومفوضين.
ومن المبادرات الرئيسية المطروحة في القمة 32 للاتحاد الافريقي،مبادرة منطقة التجارة الحرة القارية التي وافق عليها 44 من بين 55 دولة من الأعضاء في مارس 2018.
وتعد السوق الموحدة من أبرز برامج «جدول أعمال 2063» التابع للاتحاد الإفريقي، والذي يعتبر بمثابة إطار إستراتيجي للتحول الاجتماعي والاقتصادي.
لكن الاتفاقية التجارية واجهت اعتراضا من جنوب إفريقيا وبالتالي يتعين على رئيس الاتحاد القاري الجديد أن يدفع بقوة من أجل التصديق على هذا الاتفاق إذا كان سيبدأ تنفيذه.
هذا وبحسب الخارجية الإثيوبية، فإن القمة تشهد حضور نحو أربعين من زعماء ورؤساء حكومات الدول الأفريقية، وما يزيد على 420 صحفيا يمثلون عدداً من الوكالات الأفريقية والدولية، فضلا عن مشاركة أكثر من ثلاثة آلاف يمثلون الوفود والمراقبين والمهتمين.
ويضم الاتحاد 55 دولة أفريقية، ومن بين أهدافه تحقيق الاندماج والتعاون بين الأعضاء، وتعزيز المصالح المشتركة، وتيسير عملية التنمية.
الوحدة هي السّبيل لمواجهة التحديات
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة خلال افتتاح قمة الاتحاد الإفريقي،امس الأحد، إنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الوحدة الإفريقية يمكن أن تدفع القارة لمواجهة التحديات.
وأضاف السيسي خلال كلمته لرئاسة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قائلا: «علينا أن نستمر في السعي سويا لطي صفحة النزاعات والصراعات في إفريقيا»، معربا عن تطلعه لتفعيل أنشطة مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في إفريقيا.
كما شدد على ضرورة دحر الأفكار المتطرفة ومكافحتها، مشيرا إلى أنها أصبحت العنصر الرئيسي لتفشي ظاهرة الإرهاب.
ولفت في كلمته بعد تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى أن الاتحاد خطة طموحة لتحقيق التنمية الاقتصادية لمكافحة أمراض القارة الإفريقية، مؤكدا أنه من الضروري تكثيف التعاون بما يسهم في ضمان التصدي لظاهرة التغير المناخي.
وأكد في السياق أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق من أجل الإصلاح الهيكلي والمالي للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية وسعيا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضياته لتلبية وتطلعات الشعوب الإفريقية.