طباعة هذه الصفحة

خاطرة

آه يــا أبتي

بن دادة وداد

يخوننا الظل في الظلام، ألسنا نحتاجه أنيسا مؤنسا لنا في الظلمة؟ بلى إنا نحتاجه، هو كذاك الكتف الذي اتخذه متكأ، ألفت صدره الحنون، وقلبه الرحب الطيب. أنا اختصرت العالم كله فيك.
أيا أبتي يوم رحيلك أخذت روحي معك.. ما كنت مصدقة بأن الله استرد أمانته،ورفعها. انتحبوا أحفادك جميعا صغيرهم وكبيرا، بعد كلمتك الأخيرة «لا إله إلا الله» نهرتهم جميعا لا تبكوا لقد ارتاح من عذاب المرض.  
بعقل وشجاعة رجل مقدام بدأت في تحضيرات عزاءك قبضت على مدمعي، وجمحت مشاعري، فقط لأني أحبك، وأعلم كم تعبت وأنهكك الوجع والألم أنا لا أبكي. حفظت وصيتك كوني لي الرجل بعد موتي، لا تبكي يا ابنتي، ولا تحيري عليّ في وحشتي. لا يا أبتي لا تسألني هذا كيف، أصبر على فراقك؟
حان موعد الوداع، ولحظات قربي إلى جنبك بدأ عدّها التنازلي، هاهم جاؤوا أحباءك قبل أن يُرحلونك، جاؤوا لتوديعك لإلقاء نظرة أخيرة على محياك يا سيدي. أبي سامحني أنا لست قوية كفاية، لم أعد قادرة على كتم شهقتي، وحفظ عبراتي، كيف لا أبكيك وهم يرفعونك إلى بيت لا أجالسك فيه ، لا أسمع كلماتك وصدى صوتك. أيا أبتي لقد تركتني يتيمة، وآه يا أبتي من يتم الكبر...آه. يوم تأوهْتَ وجعا سقطت عبراتي خلسة عنك، لكن اليوم يوم رحيلك سقطت أنا كلي.