ينتظر أن يكون موسم فلاحي واعدا بولاية سكيكدة، بعد أن عرفت الظروف الطبيعية تحسنا بتساقط أمطار كافية، ذلك ما اتفق عليه مسؤولو القطاع، لاسيما نظير الجهود المبذولة من قبل المصالح المعنية بحملة الحرث والبذر، ومختلف الشركاء.
أوضح حسين بوفنش مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة بسكيكدة، «إن التحضيرات لحملة البذر والحرث بدأت يوم الانتهاء من الحصاد والدرس، والتعاونية كانت قريبة من الفلاح كالعادة، بفتح شباك موحد على مستوى التعاونية، وهو شباك ثلاثي بمشاركة التعاونية، بنك بدر، ومؤسسات التأمين»، وأضاف مدير التعاونية «أن هذه الأخيرة كانت سباقة في تموين الفلاحين بالبذور منذ أكتوبر الماضي، لإنجاح الحملة، لاسيما وأن إمكانيات التعاونية تفوق 130 ألف قنطار، والأهداف المسطرة تخصيص 70 الف قنطار من البذور، بحيث يوجد فائض في البذور الممتازة، وتم تجاوز الهدف المسطر بنسبة 130 بالمائة، وأشار بوفنش إلى أن الفائض من البذور الممتازة تمّ توزيعها على مستوى العديد من ولايات القطر الوطني، لحوالي 20 ولاية، حيث يقبل على منتوج الولاية من البذور رغم بعد الولايات على غرار ولاية أدار بحكم جودتها ونوعيتها العالية».
وأضاف مدير التعاونية بالقول، «إن مؤسسته قامت من الوهلة الأولى بتجنيد كل طاقاتها وتوفير كل الإمكانيات المادية المتاحة، وتوفير البذور للفلاحين في وقتها، بالإضافة إلى توفير الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية، رغم أن ذلك كان في الوقت المبكر، بغرض تسهيل الأمور على الفلاحين، لإنجاز أعمالهم بكل أريحية، والأمر الأخير أن الفلاح لا يقدّم المقابل إلا بعد انتاج المحصول، الأمر الذي جعل حملة الحرث والبذر تنجز في احسن الظروف بعد جهد كبير من الوصاية، المتمثلة في الشركاء من المصالح الفلاحية، الغرفة الفلاحية، بنك بدر، ومؤسسات التأمين، ناهيك عن العوامل الطبيعية من التساقط الهام للأمطار مما يبشر بالخير والبركة».
من جهة أخرى، أوضح بوفنش حسين، «أنه تمّ تسطير برنامج زراعة برنامج على مساحة 400 هكتار من البقوليات «عدس، حمص، فول»، وتمّ خلالها تموين الفلاحين بالأسمدة، البذور، لاسيما وأن هذا البرنامج تمّ إقراره مركزيا، لتطوير البقوليات، بغرض تقليص فاتورة الاستيراد، وامتصاص أراضي البور والأراضي غير المستغلة، كما قامت التعاونية ـ يضيف ذات المتحدث ـ بخفض أسعار البقول الجافة على مستوى الوحدات، وتمّ تسويقها مباشرة للمستهلك.
يقول مسيخ رابح، إطار بمديرية المصالح الفلاحية، «إن الأهداف التي تمّ تسطيرها من قبل مصالح مديرية القطاع، خلال الموسم الفلاحي الحالي 2018 - 2019، تخصيص مساحة 36050 هكتار لزراعة الحبوب، منها 27700 هكتار للقمح الصلب، 2850 هكتار للقمح اللين، 4500 هكتار للشعير، و1000 هكتار للخرطال»، وأضاف مسيخ في ذات السياق، «حقّقت ولاية سكيكدة، نتائج مشجّعة في مختلف الشعب الفلاحية، وأهمها محاصيل الحبوب الذي تحتل أكبر مساحة بالمخطط الفلاحي، ومن بين المؤشرات التي تترجم هذه النتائج انها أصبحت ضمن نادي الخمسين، تنتج بذور محاصيل الحبوب، ذات نوعية جيدة، ومطابقة لكل المعايير والمواصفات المطلوبة، وتموّن ولايات الوطن ببذور الحبوب». الأمر الثاني حسب مسيخ، هو الديناميكية المبذولة من قبل مصالح الدولة خلال السنوات الأخيرة، «حيث بادرت بالعديد من الإجراءات التنظيمية، والكثير من الآليات القانونية التي تحمل العديد من البرامج والميكانيزمات في مختلف الصيغ بمجالات الدعم الفلاحي، من دعم الأسمدة، العتاد، منحة إنتاج البذور، وغيرها من المحفزات»، مؤكدا في ذات السياق، «أن هذه السنة الفلاحية ما يزال ينتظرها الكثير من الإجراءات، لاستغلال كل الأراضي الفلاحية من المساحات غير المستغلة من أراضي البور، وتوسعة مساحات محاصيل العائلة البقولية، والعمل على تطوير وتوسيع مساحات الري التكميلي».