طباعة هذه الصفحة

وزير الداخلية يقف على مخلفات فيضانات عنابة

تحيين الإستراتيجية الوطنية لحماية المدن من الكوارث الطبيعية

عنابة: هدى بوعطيح

 إعادة تشغيل مركب الحجار خلال 24 ساعة

كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نورالدين بدوي، عن ضرورة تحيين وإعادة النظر في الاستراتيجية الوطنية لحماية المدن من الفيضانات، فضلا عن اتخاذ إجراءات مستعجلة للحد من هذه الكوارث، قائلا إنه يتعين استخلاص الدروس ومراجعة النقائص عند الإعداد للمشاريع المستقبلية، ورسم منهجية عمل على المديين المتوسط والبعيد، وطالب بتسريع وتيرة إنجاز سد واقٍ لتجميع مياه الأمطار بمنطقة «بوحديد» وتوسيع شبكة محطات الرفع لمواجهة الفيضانات.

أكد وزير الداخلية نورالدين بدوي، الذي حل بعنابة، أمس الأثنين، رفقة وزيري الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان والموارد المائية حسين نسيب، للوقوف على حجم الخسائر التي لحقت الولاية جرّاء الفيضانات الأخيرة، حيث أكد أنهم جاءوا إلى هذه الولاية حاملين رسالة قوية من فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة وتسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية لتفادي مستقبلا عواقب هذه الوضعية الناجمة عن تهاطل الأمطار والتي بلغت - يقول الوزير - 155 ملم في أقل من 48 ساعة، وهو ما يفرض عليهم تحيين الإستراتيجية التي وضعتها الحكومة الجزائرية لحماية المدن من هذه الظواهر الطبيعية والتي أصبحت ـ بحسبه ـ أكثر من ضرورة.

إجراءات استعجالية لمجابهة ظواهر مماثلة مستقبلا

أكد نور الدين بدوي أن إجراءات استعجالية اتخذتها الدولة الجزائرية للتكفل بولاية عنابة على المدى المتوسط، حيث سينطلق فيها بعد انتهاء الدراسات مع مختلف القطاعات المعنية، والاستماع للسلطات الولائية، مشيرا إلى أنه ستخصص لها الإمكانات المادية والبشرية الكفيلة بمواجهة هذه الظواهر مستقبلا.
نورالدين بدوي عاين بمركب الحجار للحديد والصلب رفقة الوفد المرافق له حجم الخسائر ووضعية الوحدات الإنتاجية المتوقفة عن النشاط منذ أكثر من أسبوع، بسبب فيضانات وادي سيبوس يومي 24 و25 يناير المنصرم، حيث أكد في هذا الصدد على الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لهذا الصرح الصناعي الضخم، والإجراءات التي اتخذها منذ توليه سدة الحكم للحفاظ على المركب الذي يعتبر قلب الصناعة الوطنية، مشددا على أن تعليمات رئيس الجمهورية ستتواصل وسيعاد تحريك مركب الحجار بناء على تصريحاته بأنهم مرافقون لهم لمواصلة التحديات التي رفعوها خدمة للصناعة الوطنية، وليكون المركب القاطرة في مجال صناعة الحديد والصلب ومشتقاته والنهوض بالتنمية الوطنية، كما نوه بدوي بجهود عمال مركب الحديد والصلب، وإطاراته خلال هذه الفيضانات للحفاظ على تجهيزاته، مشيرا إلى أن مردود المركب خلال سنة 2018 كان إيجابيا، وإعادة تشغيله مرتقبة في غضون 24 ساعة المقبلة.

ترميم 22 مؤسسة تربوية متضررة

خلال وقوف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على الكارثة التي حلت بثانوية «كلوفي محمد» ببلدية الحجار، أعطى تعليمات صارمة ومستعجلة للتكفل بترميم 22 مؤسسة تربوية متضررة من الفيضانات الأخيرة، كما أعلن عن تخصيص 30 مليار سنتيم لصيانة وترميم المؤسسات التربوية و12 مليار سنتيم لثانوية محمد كلوفي.
الزيارة التفقدية لنور الدين بدوي قادته أيضا لمعاينة «312 مسكن ببوخضرة»، والذي يعد أكبر حي متضرر بعنابة، حيث التقى سكانه وتحدث إليهم بخصوص قرارات فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للقضاء على السكنات الهشة والبناءات الجاهزة، مشيرا إلى أنه سيتم إيجاد الحلول المناسبة لوضعيتهم، لكن عن طريق القرار التشاركي، إما بالقضاء على هذه السكنات من خلال ترحيلهم، أو عن طريق تسوية وضعيتهم وإنجاز سكنات بهذه المنطقة مع استفادتهم من إعانات مالية، مطالبا سكان الحي بضرورة التشاور مع السلطات الولائية لاتخاذ القرار المناسب.
وأضاف وزير الداخلية، أنهم اتخذوا قرارا بإعادة تأهيل جميع المناطق المنكوبة والمتضررة من الاضطرابات الجوية الأخيرة، مؤكدا أن وضعية العديد من السكان بهذه الولاية محرجة حيث يقيمون بسكنات غير لائقة، على غرار القاطنين ببوحمرة والحجار، وإعادة إسكانهم تعتبر من الأولويات. وكشف الوزير عن زيارة ثانية مرتقبة لولاية عنابة تقوده رفقة وفد وزاري هام للاطلاع على مختلف المشاريع التنموية.

نسيب: ربط بونة بالقمر الصناعي لرصد التغيرات المناخية

من جهته كشف وزير الموارد المائية حسين نسيب، على تزويد بلديات عنابة، ولأول مرة، بمخططات لحمايتها من الفيضانات، إلى جانب ربط الولاية بالقمر الصناعي لرصد التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية المحتملة.
كما أشار الوزير خلال كلمة له أمس الاثنين بعنابة إلى التنسيق بين قطاعه ووزارة النقل والأشغال العمومية لمعالجة الأزمة التي مرت بها الولاية والمعرضة ـ بحسبه ـ للفيضانات نتيجة التغيرات المناخية التي تشهدها الجزائر، قائلا إن الفيضانات التي عرفتها عنابة في الأيام القليلة الماضية، تعود لعدم قدرة وادي سيبوس على السير بطريقة طبيعية وتصريف المياه نحو البحر، ما نجم عنها الفيضانات الأخيرة.
كما تحدث نسيب بدوره عن المخطط الاستعجالي الذي يتم اعتماده لمواجهة هذه الظاهرة الطبيعية، بتخصيص إمكانات مادية هامة، مؤكدا على إرادة الحكومة الجزائرية للقضاء عليها نهائيا، من خلال معالجة المياه والأودية وتهيئتها. وأشار إلى التنسيق بين مختلف القطاعات المعنية، حيث اعطيت الأولوية لولاية عنابة، قائلا إن من بين المشاريع التي انطلقنا فيها سد بوحديد والذي يتربع على أكثر من 700 ألف متر مكعب، حيث منحت له الإمكانيات اللازمة.

زعلان: مركب الحجار بحاجة لمخطط وقائي ضد الكوارث

أكد وزير النقل والأشغال العمومية عبد الغني زعلان، أن مركب الحجار بحاجة لمخطط وقائي ضد الكوارث الطبيعية، بهدف وقايته من المخاطر التي باتت تحدق به، بحسب ما شاهدناه واطلعنا عليه عبر الشريط الذي كشف عن الأضرار التي مسته نتيجة تهاطل الأمطار، والذي أدى إلى توقف الإنتاج به لعدة أيام.
وقال زعلان، إن برنامج فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خص الولاية في مجال الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية بغلاف مالي هام يقدر بـ70 مليار دج، مؤكدا أنه لولا هذه المشاريع التي اعتمدت بالولاية لكانت آثار التهاطل الاستثنائي للأمطار والتي بلغ 155 ملم أكثر حدة على سكان الولاية.
وأكد الوزير في سياق حديثه عن أهمية استخلاص الدروس مما حدث بهذه الولاية، والتي شهدت نفس الفيضانات خلال سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، لتتكرر بعد 40 سنة تقريبا، مشيرا إلى أن عنابة اليوم بصدد إنشاء أقطاب سكنية جديدة، حيث لابد من مراعاة في تصاميمها وتهيئتها الخصوصيات والهشاشة التي تعرف بها الولاية تفاديا لكوارث طبيعية أخرى.