طباعة هذه الصفحة

شعر نثري

آسفة سيدي

فطيمة بوعيشاوي

آسفة سيدي
كأنني توسلت المستحيل في وطني
كأنني تسولت الهوية في وطني
كأنني دعوت القمر إلى حجري
كأنني لامست الشمس بيدي
آسفة سيدي
كأنني غريبة في وطني
لطالما توسدت الفقر والعوز
لطالما ترجيت الأنثى والذكر
لطالما حاورت الليث والفأر
وهذا الخريف مقبل نحوي
يحمل الفأس ويرفع الخنجر
آسفة سيدي
قضيت العمر في الترجي
في التوسل في صمتي
قضيت العمر في التمني في التخلي عن حلمي
قضيت العمر جوالة
وجمر صبري يحرقني
تمنيت الأمل في وطني
ووطني يسلبني أملي
آسفة سيدي
رأيت فيك أحلامي
ووجعي يراقص فيك أوهامي
وهذا الظل للوطن.. للحب وللأمل يتبعني
وجرحي النازف يدعوني
للرقص في ساحة العدم
وشعري يقتات دوما من جرحي
ووطني يدعوني للصبر
للحرق بنار الصبر
للرقص على الجمر يدعوني
وذاك الحلم يأتيني
ليتبعني... ليشقيني
في لحضات الصحو... يدفعني
للغضب للجنون يسحبني ويرميني
آسفة سيدي
أنت أيضا تدعوني
للحرق بنار الصبر وترجوني
للرقص على الجمر تأمرني
وتجبرني على الموت في ساحة العدم.