تسعى مديرية الموارد المائية لولاية سيدي بلعباس بالتنسيق مع ديوان التطهير إلى إستحداث منظومة جديدة في معالجة المياه المستعملة بجنوب الولاية، وهي التقنية التي تعد الأكثر حداثة وعصرنة من حيث اقتصادها للطاقة وانعدام أضرارها بالنظام البيئي واستغنائها عن الصيانة بصفة نهائية.
من المرتقب أن يتمّ إطلاق أول محطة إيكولوجية لمعالجة المياه المستعملة بتقنيات حديثة وطرق عصرية على مستوى قاعدة الحياة التابعة لمصالح الجمارك بدائرة رأس الماء جنوب سيدي بلعباس. التجربة هذه تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني وستتجسّد في شكل محطة مجهزة أرضيا بهدف القضاء نهائيا على الحفر الصحية الصارفة الجماعية، وقد تمّ عرض المشروع من قبل مكتب الدراسات المكلف بالإنجاز بحضور والي الولاية ساسي أحمد عبد الحفيظ، ممثل مديرية الإدارة المحلية، المدير الولائي للموارد المائية ومدير الفرع الولائي للديوان الوطني للتطهير، حيث أشار مكتب الدراسات الذي كان سباقا في انجاز هذه المنظومة الجديدة على المستوى الوطني إلى أن التقنية الجديدة تعتمد على تحليل المواد العضوية التي تحتويها المياه المنزلية المستعملة عن طريق استعمال الأكسجين والضوء فقط ومن خلال أنابيب يتمّ وضعها على عمق أقصاه متر واحد تحت سطح الأرض مصنوعة من مواد صديقة للبيئة. كما يمكن استغلال هذا النوع الجديد من محطات المياه المستعملة كمساحات خضراء فضلاً عن القدرة المعتبرة التي تحوز عليها هذه التقنية في معالجة كمية كبيرة من المياه المستعملة توفق 95 ٪، هذا وتحوز المحطة المتطورة على مدة ضمان تصل إلى 20 سنة، مما يؤكد مدى النوعية التي تمتاز بها، ويرتقب تعميم هذا النوع الجديد من المحطات الايكولوجية للقضاء نهائيا على الحفر الصحية الصارفة الجماعية.
وفي سياق ذي صلة، تواصل مديرية الموارد المائية أشغال تطهير مجرى وادي المكرة، حيث تمّ القضاء على 42 مصبا للمياه المستعملة من جملة 46 مصبا متواجدا على طول مجرى الوادي، وقدرت كمية المياه المستعملة التي يستقبلها الوادي يوميا بأزيد من 250 لتر في الثانية، الأمر الذي تسبّب في تلويث القناة وتفاقم الإنبعاثات والروائح المزعجة عبر مختلف التجمعات السكنية التي يمر بمحاذاتها، وكمرحلة أولى وللحد من المشكل تمّ اقتراح إنجاز أنظمة تصفية المياه بمناطق عبور وادي مكرة انطلاقا من بلدية رجم دموش جنوبا مرورا ببلديات واد السبع، بوخنافيس، سيدي ابراهيم وسيدي حمادوش، وهي العملية التي تهدف إلى القضاء نهائيا على المياه القذرة التي تصبّ في الوادي من خلال تصفيتها، معالجتها والإستفادة منها في أغراض فلاحية وصناعية، كما تسعى المديرية إلى تهيئة الوادي على طول 5 كلم وتحويله لمنتجع ترفيهي وموقع سياحي بامتياز من خلال تشييد فضاءات خضراء مخصّصة للإستجمام وأماكن للتنزه على طول ضفافه، في إنتظار الإفراج على التمويل الإضافي للمشروع الذي قدّرته الجهات المختصة بثمانية ملايير دينار جزائري.