طباعة هذه الصفحة

بسوق الحميز

التجار ينصحون باقتناء الأجهزة المعتمدة

الجزائر: سارة بوسنة

بالرّغم من الحملة التّحسيسية للجهات المعنية ومديريات الحماية المدنية وما تنشره وسائل الاعلام من رسائل تساهم في نشر الوعي لدى المواطنين حول كيفية الاستخدام الصحيح للمدافئ،إلا أن حالات الوفيات نتيجة الاختناق ما تزال تتكرّر لتحصد أرواحا نتيجة الجهل من مخاطرها.

مع برودة الطقس تعمد الكثير من الأسر والعائلات إلى استعمال غاز البوتان أو الطبيعي للتدفئة، وغالبًا ما توضع هذه الأجهزة في أماكن تفتقر إلى التّهوية اللازمة أو يعتري تركيبها خللا، فتحدث التسربات ثم الاختناق الذي يؤدي إلى الوفاة الحتمي.
وتعد أجهزة التدفئة الغازية أو الكهربائية من أهم الأسباب، خاصة أنّ السوق الجزائرية أصبحت تعرف وفرة في هذه الأجهزة بعلامات مختلفة تلبي حاجيات المواطن الجزائري حسب دخله، إلا أن جهل الكثير للمخاطر التي تشكّلها البعض من المدافئ وسوء استعمالها أو عدم الالتزام بالحيطة والحذر أمام هذه المادة يؤدّي في عديد من الأحيان إلى الوفاة. ورغم النّصائح التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية وسونلغاز كل سنة، إلا أن إهمال المواطن يتسبّب سنويا في حصد العديد من الأرواح.
المدفئات المغشوشة التي غزت السوق الجزائرية أصبحت تشكل خطورة كبيرة على المواطن، حيث تتسبّب في إخراج غاز أحادي الكربون الذي يؤدي إلى الوفاة، هذا ما أكّده تاجر بسوق الحميز قائلا بأن أن «بعض المدفئات التي أصبحت تتواجد بالأسواق، والتي يؤكد بائعوها احتواءها على جهاز صغير وهو القطعة التي تمتص الغازات المحروقة، إلا أن ذلك النوع من المدفئات أسعارها ليست في متناول المواطن البسيط، حيث تصل إلى 70 ألف دج، بينما تجدها في الأسواق الجزائرية بـ 7 آلاف دج، ما يفسّر عدم جودتها، فالمدفأة حسب هذا التاجر يجب أن تتوفر على كل شروط الأمن والسلام».
وأوضح بائع بأحد المحلات في سوق الحميز التي تعرض أجهزة تدفئة مصنوعة محليا من طرف المؤسسات الوطنية العمومية «سوناريك» و»اينيام» أو الخاصة الكائن مقرها ببرج بوعريريج، سطيف، وهران وتبسة أنه «من المعروف أن الأجهزة المصنوعة في الصين مقترحة بأسعار جد تنافسية»،غير أنها جودتها ضعيفة مقارنة بالاجهزة المصنوعة محليا،مشيرا إلى أنّ «الانتاج الوطني لأجهزة التدفئة بالغاز عرف تقدما معتبرا وهناك أنواع مختلفة مقترحة بحجم كبير وصغير»، إلى جانب مدافئ الغاز هناك أيضا المدافئ الكهربائية في كل الأحجام الممكنة.
«حسين»، صاحب محل لبيع أجهزة التدفئة بحسين داي قال لـ «الشعب» إن الإقبال على المدفئات يزداد مع دخول فصل البرد،فيكثر الطلب على أنواع المدفئات خاصة المستوردة منها والآتية من تركيا والصين وكوريا، كما هناك العديد من المواطنين يطلبون علامات محلية، التي بدأت تعرف هذه الأخيرة رواجا كبيرا، خاصة أن قطع غيارها متوفرة كما يضيف المتحدث أن «بعض المدفئات تشكّل خطرا كبيرا على المواطن في غياب قطع غيار أصلية، إذ يقومون بجلب مدفئات بقطع غيار مغشوشة وأحيانا دون مدخنات للتخلص من الغازات السامة، ممّا جعل الكثير منها تتسبّب في تسرّبات الغاز، حيث اشتكى منها العديد من الزبائن ممّا جعلني أعرضها على خبير، حيث أكّد لي أنها أجهزة مغشوشة وأن قطع غيارها ليست ذات جودة تتعرض للتلف في أشهر قليلة، خاصة مع الاستعمال اليومي فامتنعت عن بيعها واستيرادها لأنّنا مسؤولون كذلك على سلامة المواطن».