حظيت عائلة الشهيد ديدوش مراد، أمس، بتكريم خاص من طرف وزير المجاهدين الطيب زيتوني، بمناسبة الذكرى 64 لاستشهاده، ودعا إلى حماية الذاكرة الوطنية، في حين أبرز المشاركون خصال الشهيد لتكون مثالا لشباب اليوم.
بعد تكريم ابن أخ الشهيد أكد زيتوني أن حماية الذاكرة الوطنية في الوقت الراهن تعد ضرورة أكثر من أي وقت مضى، سيما لأولئك الذين صنعوا مجد الجزائر إبان الثورة التحريرية، داعيا الجميع إلى استلهام مبادئ الوطنية من شهدائنا الأبرار.
وقال وزير المجاهدين في كلمته إحياء الذكرى 64 لاستشهاد ديدوش مراد بالمتحف الوطني المجاهد، أمس، إنه لا خوف اليوم على الشباب الجزائري بعد تأكيد حبه للوطن والولاء لرسالة شهداء ثورة نوفمير الخالدة، مؤكدا أن الامتنان للوطن راسخ كأمانة في أذهان الشباب.
وشدد زيتوني على ضرورة حماية الذاكرة الوطنية بما فيها التراث التاريخي والثقافي، مجددا الدعوة إلى العمل على صون رسالة المجاهدين والشهداء، مذكرا أن الشهيد ديدوش مراد كان رمزا في الدفاع عن الوطنية ويجب أن يكون مثالا يحتذى به في الإخلاص للجزائر.
ولم يفوت زيتوني فرصة تواجد عائلة الشهيد ديدوش، وبعض من رفاقه بالتوجه بنداء إلى الأجيال الحاضرة بأن الحاضر صنعه رجال من أمثال الشهيد ولابد على الأجيال أن تدرك وتعي جيدا دور التنافس على حماية الوطن بين رموز الثورة أثناء فترة الإستعمار الغاشم.
من جهته، أبرز رفيق الشهيد، المجاهد والوزير الأسبق كشود أحمد، خصال الشهيد التي لابد من التحلي بها في وقتنا الراهن، سيما حب العلم والتقيد بتعاليم الدين الإسلامي، والإخلاص كل الإخلاص للوطن، الأمر الذي يحظى به بالتوجه نحو قسنطينة آنذاك ليكون قائدا للمنطقة التاريخية الثانية، بعد التفاف القادة حوله.
خصال الشهيد قدوة للشباب
وفي هذا السياق أكد رفيق الشهيد أن أحد أسباب الالتفاف حوله، هو تحليه بالوفاء والإخلاص منقطع النظير لقيم الوطن والثورة، قائلا « إنه يجسد فعليا نموذج الرجل الوطني بكل جدارة»، مضيفا «أنه مثال في الوفاء للأصدقاء، ما جعله قدوة في المسار الثوري».
ولم تتوقف خصال الشهيد ديدوش مراد في الوفاء فقط ولكن تعدى ذلك حسب الباحث عباس رخيلة لأن يضع الطموح الشخصي بعيدا عن قناعاته الفكرية، وكذلك لم يكن لديه أي طموح السياسي رغم كونه آنذاك من عائلة ثرية، مشيرا إلى أن تشبعه بقيم الوطنية داخل أسرته بوأه مكانة فريدة بين صفوف قادة الثورة.
واعتبر رخيلة الإرث النضالي للشهيد بالكنز ولابد على الشباب الجزائري جعله قدوة ونبراسا في طريق النجاح، انطلاقا من مسيرته الفكرية جنبا إلى جنب مع المسيرة النضالية بعد إثارته للارتباط بالقضية الوطنية، كونها محور اهتمام كل القادة في تحرير البلاد من أيادي الإستدمار الفرنسي الغاشم.
وشارك في إحياء الذكرى 64 لاستشهاد ديدوش مراد مجاهدون وعدد من الشخصيات الوطنية، والفكرية، وممثلون عن الأسلاك الأمنية، والعسكرية، إضافة الى أفراد من الحماية المدنية، وطلبة العلم.