تلقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي هزيمة «ساحقة» في تصويت تاريخي في البرلمان حول اتفاق بريكسيت الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي، ما أدخل بريطانيا، خامس أكبر قوة اقتصادية «في المجهول».
وصوت النواب البريطانيون بغالبية ساحقة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، على رفض اتفاق بريكسيت الذي توصلت إليه لندن مع بروكسل في تصويت تاريخي يترك مصير الخروج من الاتحاد معلقا.
ورفض النواب في مجلس العموم بغالبية 432 صوتا مقابل 202 الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، ومباشرة بعد التصويت قالت ماي «إن المجلس قد قال كلمته والحكومة ستمتثل».
وتابعت رئيسة الوزراء «من الواضح أن المجلس لا يؤيد هذا الاتفاق، لكن التصويت هذه الليلة لا يكشف ماذا يؤيد».
مضيفة أن التصويت لا يكشف «أي شيء حول الطريقة التي ينوي فيها (المجلس) تطبيق قرار الشعب البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي، أو حتى ما إذا كان ينوي فعل ذلك».
فشل المحاولة الأخيرة
وكانت ماي قد قامت بمحاولة أخيرة لإنقاذ خطتها لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد نحو خمسة عقود، وقالت للنواب إن الواجب يفرض عليهم تطبيق ما صوت من أجله البريطانيون في استفتاء 2016. وقبل نحو الشهرين من موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس، لا تزال بريطانيا منقسمة بشدة بشأن ما يجب أن يحدث لاحقا. وبعد الهزيمة، باتت الحكومة ملزمة بتحديد الخطوات التي ستحدث تاليا بحلول الاثنين المقبل، وتتزايد التكهنات بأن ماي ستطلب تأجيل البريكسيت. لكن مصدرا دبلوماسيا صرح أن أي تمديد لن يكون ممكنا بعد 30 جوان عند قيام البرلمان الأوروبي الجديد.
ردود أوروبية
وصف أولاف شولتس، وزير المالية الألماني ونائب المستشارة أنجيلا ميركل، رفض البرلمان البريطاني اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكست) بـ»اليوم المرير بالنسبة لأوروبا».
من جانبه استبعد المستشار النمساوي زباستيان كورتس إعادة التفاوض مع بريطانيا حول خروجها من الاتحاد الأوروبي. وغرد كورتس على تويتر، بأن «الكرة الآن في ملعب بريطانيا، وعلى كل حال فلن يكون هناك إعادة تفاوض بشأن اتفاق الخروج».
أما شارل ميشيل رئيس الوزراء البلجيكي فكتب على تويتر إن بلاده ستكثف كذلك استعداداتها لاحتمال خروج بريطانيا دون اتفاق.
رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل فقالا: إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ تكثيف استعداداته لاحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق.
3 سيناريوهات
وأوضح ماكرون في السياق ذاته أن هناك 3 سيناريوهات متوقعة بعد رفض الاتفاق، أولها إلغاء «بريكست»، وفي هذه الحالة سيكون البريطانيون هم الخاسرين، أما السيناريو الثاني المتوقع، وفق ماكرون، فهو أن تتقدم بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي بطلبات جديدة حول الاتفاق، مشدداً على أن الاتفاق لن يطرح للنقاش مرة ثانية، أما السيناريو الثالث الذي يرى ماكرون أن تنفيذه محتمل، هو أن تطلب بريطانيا مهلة إضافية من أجل الاتفاق.