طباعة هذه الصفحة

الشعب ترصد قطعان الماشية المهددة بالمرض الغريب

اكتشاف 99 بؤرة جديدة بمختلف بلديات الجلفة

الجلفة: موسى بوغراب

طوارئ وغليان شعبي وسط الموالين وتخوف من فقدان الثروة الحيوانية

دق الموالون ومربو المواشي بمختلف بلديات الجلفة، ناقوس الخطر، بعد ضياع مكسب رزقهم الوحيد المتمثل في رؤوس الماشية، حيث افتك الوباء الأخير المعروف بطاعون المجترات الصغيرة، بالمئات منها، بعد أن أظهرت عليها أعراض المرض.

كشف الموالون ومربو الماشية في جولة إستطلاعية قامت بها «الشعب» لمختلف مناطق الولاية، بأن هذا المرض تفشى و انتشر بسرعة البرق، في بؤر جديدة رغم قرار غلق أسواق الماشية لمحاصرة الطاعون والحد من انتشاره، حيث نفقت أعداد معتبرة من الخرفان لعديد المربين.
ورغم نفوق الآلاف من الماعز و الأغنام خلال هذه الأيام الأخيرة، حسبما وقفت عليه «الشعب» في كل من مناطق قرنيني و بويرة الأحداب و عين معبد ودلدول وسد رحال و تعظميت ودار الشيوخ وغيرها من المناطق الأخرى، إلا أن مديرية المصالح الفلاحية تؤكد وجود 99بؤر ة جديدة فقط، وهذا بسبب تكتم الموالين عن القضية تخوفا من الذبح الصحي.
ويعيش الموالون هذه الأيام، صدمة حقيقة ومرعبة لهول الكارثة الوبائية التي ألمت بسكان مختلف مناطق الولاية، التي حاصرها الوباء من كل صوب وحدب، وخلفت حالة وفاة آلاف رؤوس الماشية، حالة تذمر كبير، حيث يتفاجأ الموالون في كل مرة بنفوق بين 25 رأسا إلى 50 ، رغم أن عمليات التلقيح كما يقولون، أصبحت تختصر على جهات معروفة لدى المصالح .
وعبر الموالون عن استيائهم الشديد من الوضع القائم، بعد أن فرض الوباء عليهم، حجرا على المواشي وحصارا، الأمر الذي جعلها عرضة للموت، مطالبين السلطات المحلية، بوضع حلول جدية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في أواسط الثروة الحيوانية التي اعتبروها المعيل الوحيد لعائلاتهم.

غلق أسواق الماشية وحالات النفوق في تزايد

 وكشف الموال «لكحيلة «القاطن بمنطقة «لكحيله» التابعة لبلدية قرنيني، على غرار الموال «بن حمزة بلقاسم»، الملقب بـ «الرايس»، في تصريحاتهم لـ «الشعب»، أنه هو الآخر، فقد منذ أسبوعين، عشرات رؤوس المواشي خاصة الخرفان بسبب انتشار مرض وبائي من المحتمل أن يكون الطاعون حسب الحالات التي تم تسجيلها بالمنطقة.
وأضاف الموالون أن هناك موالا فقد أكثر من 160 رأس من الماشية، وآخرين فقدوا ما بين 15 و90 رأسا، وكانت السلطات الولائية بالجلفة، قد قرّرت غلق أسواق الماشية لمدة 30 يوما بسبب انتشار مرض طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، بعد أن تم تسجيل حالات أدت إلى نفوق عدد من الخرفان حديثي الولادة بذات الولاية على مستوى بلديات فيض البطمة وسد رحال ودلدول وبويرة الأحداب.
وهو ما جعل الموالين، يعيشون حالة تأهب قصوى خلال هذه الأيام، و ذلك بسبب هذا الوباء الذي أضحى يفتك بثروتهم الحيوانية، خاصة و أنه انتشر بسرعة، مخلّفا من ورائه خسارات كبيرة من الأغنام، في انتظار تدخل جدي للسلطات، للوقوف على حجم هذه المعاناة الكارثية.
المصالح الفلاحية على فوهة بركان

وتواجه المصالح الفلاحية بالولاية، انتقادات لاذعة وسط الموالين، بسبب فشلها في محاصرة هذا المرض الذي افتك بآلاف من رؤوس ماشيتهم، بعد ان كشفت في وقت سابق على اتخاذا الإجراءات  الكفيلة للقضاء عليه،في وقت لا تزال ظاهرة النفوق تستمر لحد كتابة هذه الاسطر.
وسجل المتتبعون للشأن الفلاحي بالولاية، أن عدم تحكم السلطات في طاعون المجترات الصغيرة، بشكل كبير، في التفشي السريع لهذا الوباء، بين مناطق قرى الولاية، في ظل استعمال سياسة ممارسة التحايل والخداع في توفير اللقاح وسط الموالين.
واستيقظت شبكات التواصل الاجتماعي منذ حوالي شهر، إلى حد اليوم، بعد انتشار خبر الطاعون الذي وصفه الموالون في حديثهم لـ «الشعب» بـ «الفتّاك»،حيث عبر نشطاء ومختصون في الصحة العمومية عن غضبهم من هذا الوباء، الذي يعد مؤشرا على غياب الرقابة الصحية، ونشر بعضهم صور تدل على غياب النظافة في بعض الإسطبلات، وأرفقت بتعليقات عديدة على غرار « شاهد صور البدو الرحل و معاناتهم، الطاعون منتشر حولنا في كل مكان ولا حياة لمن تنادي «.
وغرد أحدهم « انتشار وباء المجترات الصغيرة، وسط الموالين، يعتبر فضيحة بكل المقاييس، في تأخر فادح في توفير اللقاح رغم الوعود، لأنه ينتشر فقط في البلدان الفقيرة التي لا تتوفر على الإمكانيات المادية.