طباعة هذه الصفحة

راهن من البويرة على الطاقات المتجددة وتنويع الاقتصاد

قيطوني: الجزائر تتجه نحو البورصة لبيع فائض الكهرباء إلى تونس، المغرب وأوروبا

البويرة: ع. نايت رمضان

 تصدير 2 مليار دولار خطوة هامة في مسار التحرر من التبعيــــة للمحروقات
 سعر النفط مرشح لبلوغ 70 دولارا  و«الأوبك» لها وزنها في استقرار السوق

أكد وزير الطاقة مصطفي قيطوني أمس، خلال الزيارة التي قام بها إلي ولاية البويرة الدخول إلى البورصة لتصدير  فائضها من الكهرباء إلى بلدان الجوار و كذا أوروبا عن طريق البوابة الاسبانية،خاصة و أن الجزائر لديها تجربة في هذا المجال، وكانت تقوم بهذا منذ زمن طويل باعتبارها تمثل الممون الرئيس سواء بالنسبة لتونس أو المغرب .
فيما تعلق  بمشروع الهضاب العليا الرامي إلى ربط كل ولايات المنطقة بالغاز الطبيعي عوض اللجوء إلى الطاقات المتجددة  أوضح الوزير أن الجزائر لها طاقة تناهز 22000 مغاواط من الطاقة الشمسية حيث تم استغلال  400 مغاواط  و هو المشروع الذي دخل حيز الاستغلال بفضل كفاءات جزائرية تقوم بصيانة العتاد مضيفا أن الجزائر سوف تستغل هذه الطاقات المتجددة.
وأشار قيطوني إلى أنه  تم وضع دفتر الشروط لمشروع إنتاج 200 ميغاواط من الطاقة الشمسية من بينها 150 ميغاواط سيتم انجازها من طرف لجنة ضبط الكهرباء والغاز، و ستوجه للمستثمرين المحليين ضمن شراكة مع مستثمرين أجانب، أما  50 الباقية سيتم التكفل بها من طرف شركة سونلغاز، مما يجعل الجزائر في صدارة البلدان على المستوى العالمي من حيث التغطية سواء في إيصال الغاز أو الكهرباء، وعلى سبيل المثال فإن ولاية البويرة تحتل الصدارة على المستوى الوطني من حيث إيصال الغاز ب 85% و الكهرباء ب95% .
وتطرق الوزير إلى مشروع تحويل السيارات من البنزين إلى سيرغاز ،موضحا أنه حاليا يوجد 400 ألف سيارة تسير بسيرغاز و سيصل هذا العدد إلي مليون سيارة في آفاق 2021 ، ما يسمح للجزائر من خفض الكمية المستوردة من البنزين بالعملة الصعبة.
ودعا قيطوني جميع مسؤولي مؤسسة نفطال إلى تعميم مراكز التحويل بالغاز المميع في جميع أنحاء البلاد لتشجيع استخدام هذه الطاقة والتقليل من فاتورة استيراد البنزين والمازوت،ملحا على تدشين بعض الهياكل التابعة للقطاع بالبويرة على ضرورة أن يستخدم الناس الغاز المميع،علينا تعميم مراكز التحويل في جميع أنحاء البلاد».
ولإنجاح العملية  أعطى الوزير تعليمات صارمة لتكوين الشباب المهندسين و التقنيين في المجال للرفع من عدد السيارات التي يتم تحويلها إلى سيرغاز ،حيث أبدى غضبه من الوتيرة التي تسير بها وحدة نفطال المتخصصة في هذه العملية ،والتي تقوم بتحويل 3 سيارات في اليوم فقط على مستوى ولاية البويرة،و هو  العدد الذي اعتبره لا يساير السياسة المسطرة في هذا الميدان.
وفيما يخص سعر البترول أكد الوزير أنه بلغ أمس أكثر من 62 دولارا ، و ذلك بسبب ما يعرفه العالم من تجاذبات  جيوسياسية، مشيرا إلى أن الرهان خلال سنة 2019 هو استقرار  الأسعار بين 65 دولارا و 70 دولارا .
وبخصوص تصريحات وزير الطاقة السعودي المتعلقة بعدم وجود  ضرورة لعقد مجلس استثنائي لمناقشة الأسعار دوليا، أكد  قيطوني أن منظمة  الأوبيب هي  الهيئة الوحيدة التي يجب مناقشة فيها مثل هذه القضايا ، مشيرا إلى وجود بلدان أخرى ستنضم إلى هذه المنظمة كونها أثبتت جدارتها و تعمل على تعزيز صلاحياتها ، منوها بالسياسة المنتهجة حاليا من طرف الدولة الجزائرية و المتعلقة بتنويع الصادرات خارج المحروقات و التي أتت  بثمارها،حيث تم تصدير ما يعادل ملياري دولار و هو مؤشر إيجابي .
وخلال الزيارة التي قام بها إلى ولاية البويرة وقف الوزير على مشاريع في طور الإنجاز كما دشن مشروع ربط بالغاز الطبيعي لفائدة سكان تمزيبث ببلدية أحنيف و المقر  الاجتماعي الجديد لشركة توزيع الكهرباء و الغاز.
وبخصوص الغاز الصخري، دعا المسؤول الأول عن القطاع إلى الاستخدام العقلاني للغاز ،مشيرا إلى  توفر الجزائر على إمكانات كبيرة من الاحتياطي  و التي يقدر ب24 ألف مليار م3 من الغاز الصخري و 10 مليار م3من الغاز الطبيعي،ما يؤكد حسبه أن بلادنا لديها مستقبل واعد للطاقة ،داعيا المتعاملين إلى الانخراط في ديناميكية الطاقة هذه، لأن سوناطراك لا يمكنها أن تعمل وحدها كونها بحاجة إلى موارد مالية و تكنولوجية للوصول لاستغلال كل هذه الإمكانيات بطريقة عقلانية و سليمة.