يشهد قطاع السياحة والصناعة التقليدية بولاية تمنراست، حركية ونشاطا معتبرا من أجل تطويره وتحسينه، من أجل إستعادة بريقه الذي لطالما إمتاز به في منطقة سياحية بإمتياز، وهذا بفضل الهياكل الخدماتية والمؤسسات الفندقية المبرمجة للسنوات القادمة، على غرار الفندق ذو 110 سرير بطابع محلي، والمندرج في إطار الإستثمار السياحي ضمن مناطق التوسّع المخصّصة لذلك، الذي أعطى إشارة إنطلاقة الأشغال به وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي خلال زيارته الأخيرة للولاية، وحتى التي تعزّز بها خلال السنة المنصرمة، بدخول حيز الخدمة فندقين (باجودة بعاصمة التديكلت، وإقامة الخوجة بعاصمة الأهقار)، بالإضافة إلى مخيم توارق بعاصمة الولاية، ومشروع إعادة تهيئة فندق (طاهات).
حسب الأرقام، فإن هذه المرافق عزّزت المؤسسات الفندقية بالولاية لتصبح 10 فنادق و13 مخيما بطاقة إيستعاب إجمالية تزيد عن 1630 سرير، في وقت يتمّ فيه العمل على تجسيد ما يعرف بتشجيع السياحة الداخلية، هذه الأخيرة التي بدأت تعرف حركية وقابلية بالرغم من بعض المعوقات التي تعيق نجاحها لتعويض سياحة الأجانب، على النحو الذي يأمله القائمين على القطاع.
تشير الإحصائيات التي تحصلت عليها «الشعب» من مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية، فإنه تمّ تسجيل خلال السنة المنصرمة أزيد من 4000 سائح وطني، وأزيد من 418 سائح أجنبي، أرقام يسعى القطاع إلى تحسينها، وهذا من خلال إطلاق خطة ترويجية في وقت سابق من خلال إعداد شريط وثائقي من طرف خبراء صينيين، والذي تطرّقت له «الشعب» في أحد أعدادها السابقة، من أجل التعريف بالمؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة، من أجل إستقطاب السياح الأجانب خاصة من دولة الصين الشعبية.
في نفس السياق، عرف القطاع وبمبادرة من الوكالات السياحية المعتمدة التي تنشط بالولاية والبالغ عددها 74 وكالة سياحية إلى ما يعرف بمنتدى الأطاكور للترويج للسياحة والثقافة الصحراوية، والذي ميزه تواجد دبلوماسي وإعلامي وطني وأجنبي، في خطوة إلى إعادة بعث النشاط السياحي بقوة بالإستثمار في المقومات والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة.
ومن جانب آخر، فقد شهدت السنة الجارية في الشقّ التقليدي الحرفي، تسلم القطاع لمشروع المدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة والشبه كريمة من طرف الجانب البرازيلي، وهذا بعد أن تمّ تكوين 80 حرفيا من مختلف ولايات الوطن، يعزّز القطاع للإستثمار في أحد الثروات التي تحتوي عليها المنطقة، خاصة مع المرحلة الثانية والتي من المنتظر أن تمكن الحرفين من توسيع معارفهم وصقلها في أحد المعادن التي ينتظر منها أن تساهم في الدفع بالإقتصاد الوطني مستقبلا.
كشفت التقارير في سياق آخر أن القطاع يسعى مستقبلا للتطوّر والإزدهار، من خلال الأفاق المسطرة إلى العمل في الجانب السياحي على استحداث منطقة التوسع السياحي بالمقاطعة الإدارية عين صالح 700 كلم عن عاصمة الاهقار، خاصة وأن المنطقة تتوفر على 03 مناطق للتوسع السياحي بمساحة إجمالية تقدر بـ 318 هكتار، وكذا تطبيق المخطط التوجيهي للسياحة لأفاق 2030، والإهتمام بالمهرجانات السياحية لكونها محرك في الترقية السياحية وداعم للإقتصاد الوطني.
أما في جانب الصناعة التقليدية، فيسعى القائمين على القطاع إلى إيجاد أسواق داخلية وخارجية لتسويق المنتجات الصناعة التقليدية، وهو ما تمّ العمل عليه مؤخرا من خلال الكشف عن أروقة الصناعة التقليدية بالغرفة وتسويق المنتجات إلكترونيا، والذي تطرّقت له «الشعب» في أحد أعدادها على هامش فعاليات الصالون الوطني للحرف هذه الأيام، ودعم منتجات الصناعة التقليدية في إطار الصندوق الوطني لترقية الصناعة التقليدية .