طباعة هذه الصفحة

د.أحمد قوراية أستاذ علم النفس بجامعة الجزائر لـ «الشعب»:

الاحتفال بـ «ينايـــر» قيمـة مضافــــة لتواصـل الأجيــال

حياة / ك

 التمسك بالدين والتعايش مع الآخرين رسالة خالدة

 الاحتفال  بـ«يناير» كعيد وطني يعطي التجديد النفسي للتغيير كما يجعل نوعا من الولاء الكامل للوطن، وتحمل الذكرى «النغزة النفسية» في مواصلة حب الوطن، التمسك بالدين والتعايش مع الآخرين، حسب ما أبرزه في تصريح ل»الشعب» الدكتور أحمد قوراية أستاذ في علم النفس بجامعة الجزائر.
اعتبر قوراية أن الاحتفال ب» يناير» ضارب في الثقافة الأمازيغية، مشيرا إلى أن للأمازيغ يعني الرجال الأحرار، وبالتالي فان هذه المناسبة عبارة عن الاحتفال بالقوة الرمزية، التي يتغنى بها كل الأمازيغيين، حتى يكون تحقيق الذات للرمزية ولإنتصار قادتهم في القديم.
ولذلك - يضيف - «نجد اليوم عند حلول هذه المناسبة الجزائريون يشعرون بالسعادة الكاملة ويترك ذلك أثر نفسي إيجابي على التواصل بين الأجيال»، مضيفا أن هذا الأثر أصبح كرسالة يحملها جيل وينقلها للجيل الآخر كدليل الانتساب لرجال كانوا عظماء في التاريخ.
من خلال تحليله للمناسبة وانعكاسها على الجانب النفسي، قال قوراية أن الاحتفال ب»يناير» ذكرى تحرك نفسية الإنسان لكي يبقى يعيش الوفاء لوطنه ولمجتمعه ولرسالته، كما أن الاحتفال «تربية نفسية، تهذيبية وتدريبية للفرد الجزائري»، حيث يشعر انه يملك القوة والتواصل من خلال الرابطة الدموية والنفسية للأمازيغ، ويتعلم منهما الحفاظ على الرابطة الاجتماعية.
هذه الرابطة - يضيف المتحدث - تمنحه الاستعداد للدفاع عن المجتمع وعن الوطن ومقوماته الثقافية، وعن الأصالة التي تثبت نسبه وانتسابه للأمازيغ، وهم أجداده الذين حققوا في الماضي انتصارات كبيرة، وبالتالي يستنبط من خلال تاريخهم «القوة الكامنة نفسيا» ويشعر بالعزة ونشوة الانتصار النفسية بما حققه أجداده في الماضي، ما يجعله يحافظ على تلك الرسالة التي تحمل القوة والتوصل.
قال قوراية أن هناك شفرات نفسية تجعل من جيل اليوم وجيل المستقبل يسير على نفس خطى أسلافه، لمواصلة ما بدؤوا في حماية دينهم، عرفهم وأفكارهم ولغتهم وثقافتهم وتقاليدهم وأصالتهم، موضحا أن هذه الشفرات تجعل قيمة الإنسان تزداد، من خلال تاريخه وتاريخ شعبه للحفاظ على وطنه وبيئته.        
أفاد الأستاذ قوراية  أن يناير يحمل في طياته 3 أبعاد: - أولا يعرف الجزائري من أين أتى وإلى أين هو ذاهب، من خلال البعد النفسي والاجتماعي، حتى يحافظ على وطنيته، ثانيا يشعره بثقافة الانتماء إلى شعب عريق، ومن خلال البعد الثالث يعمل لبناء حاضره ومستقبله على أساس حب الآخرين والتعايش مع الثقافات الأخرى العربية وغيرها.