طباعة هذه الصفحة

«الميركاتو» الشّتوي

فرصة الأندية لإحداث التّوازن في التشكيلة وتحسين النّتائج

حامد حمور

أصبحت مرحلة الانتقالات الشتوية بمثابة مناسبة كبيرة للأندية المحترفة الجزائرية من أجل «خطف» العصافير النادرة لإعطاء قوة أكبر للتشكيلة على ضوء النقائص التي لاحظها الطاقم الفني خلال مرحلة الذهاب من البطولة.

وأصبح كل عشاق الكرة يتابعون هذه الأيام «مسلسل» الميركاتو الشتوي الذي سينتهي يوم 15 جانفي، حيث أن الأخبار المتداولة تجلب اهتمام أنصار الفرق الذين يترقبون الجديد في ناديهم، وكل ناد حسب الأهداف المسطرة من طرف المسيرين والطاقم الفني، فهناك أندية تحاول استقدام لاعبين من أجل الوصول الى كسب اللقب في البطولة والكأس، وتوجد أندية أخرى تلعب من أجل تجنب السقوط الى القسم السفلي.
كما أن مرحلة الميركاتو سواء في الصيف أو الشتاء تسير وفق الامكانيات المالية لكل فريق، حيث أن سوق الانتقالات الحالي ارتبط كثيرا بمنع بعض الفرق من الاستقدامات ، الا في حالة تسديدها للديون، وذلك لاعطاء «أرضية صلبة» للتنظيم على مستوى الأندية التي يوجد البعض منها في حالة صعبة  ضيع العديد من عناصره في المدة الأخيرة على غرار اتحاد بلعباس.

ضرورة توفّر الإمكانيات المالية...؟

وبالتالي، فان «الجري» وراء الاستقدامات يعني توفير الموارد المالية الضرورية للوصول الى ذلك، وإلا فإن مواصلة بقية مشوار البطولة بنفس التشكيلة وإعطاء الفرصة للشباب من فئة الآمال يكون ضمن الحلول التي قد تعطي ثمارها.
لكن يبدو من خلال الأخبار المتداولة هنا وهناك، فإن «حمى الاستقدامات» بلغت ذروتها عند بعض الأندية التي عوّدت أنصارها «بالتحويلات المدوية» من أجل لعب الأدوار الأولى على غرار مولودية الجزائر التي فازت بعدة صفقات قد تعطيها القوة اللازمة في المنافسات التي تشارك فيها.
فقد تمكّن «العميد» من استقدام فريوي في الهجوم والعائد من البطولة اليونانية، الى جانب اقتراب جحنيط الذي لم يعد مركزا بصفة كبيرة ضمن ناديه السابق وفاق سطيف ويبدو أنه تحصل على الضوء الأخضر لمغادرة النسر الأسود، وكان قبله اللاعب بن علجية قد أمضى للمولودية قادما من شبيبة القبائل، ويظهر جليا أن الفريق العاصمي دعم خط الهجوم بصفة كبيرة كون عناصر الخط الأمامي وجدت بعض الصعوبات في المرحلة الأولى من البطولة، وفي العديد من المرات تأتي الأهداف من لاعبي الدفاع، وقام العميد بجلب المدافع لعمارة من اتحاد بلعباس لحل مشكل الرواق الأيسر للدفاع.
ويقوم المدير الرياضي قاسي سعيد بمساعي كبيرة من أجل كسب «الصفقات» الرابحة التي تمكّن الفريق الوصول الى توازن حقيقي، حيث تشير الأخبار الى قرب جلب مدافع أوسط من جمعية الشلف للوصول الى كسب 5 مستقدمين، وهو الحد الأقصى الذي حددته الفاف.
ويمكن القول أنه في أول الأمر كان عدد اللاعبين الجدد الذين يمكن للفرق جلبهم هو 3 قبل أن ترفع الاتحادية العدد الى 5، وبعض الأندية وصلت الى هذا الرقم بعد حصولها على الامكانيات من جهة وحاجة الطاقم الفني لصفقات جديدة.

البحث عن اللاّعبين ذوي الخبرة...
وكان فريق مولودية بجاية من ضمن الأندية التي كانت جد نشطة في سوق التحويلات بكسبها 5 لاعبين جدد وهم بوخنشوش، بن تيبة، بوعزة، بيسان وأخيرا المدافع قشي، وتأتي هذه الاستقدامات بعد الثغرات التي لاحظها المدرب ماضوي الذي قدم الى الفريق وسط مرحلة الذهاب، ووجد عدم التوازن في التشكيلة بصفة معتبرة، وبامكان «الموب» العودة الى مستوى أحسن بفضل هؤلاء اللاعبين الذين يملكون خبرة معتبرة.
وبحثت شبيبة القبائل في الميركاتو الحالي على لاعبي الخبرة بعد الملاحظات التي خرج بها المدرب فرانك دوما خلال المرحلة الأولى من البطولة، حيث كان «الكناري» يسيطرون على المقابلات دون كسب النقاط الـ 3 في بعض الأحيان، فبالرغم من المسيرة الذهبية للشبيبة الا أن العديد من المتتبعين أكدوا أنه سيكون لديها امكانيات أكبر في حالة الاعتماد على لاعبين جدد في بعض المناصب، لا سيما في وسط الميدان، ولهذا فقد تم استقدام كل من بن شعيرة وكباري.
في حين أن اتحاد العاصمة الذي أقصي في منافستي كأس الكاف وكأس الأندية العربية، بالرغم من سيطرته على البطولة الوطنية ويوجد في مقدمة الترتيب، حيث يرى مسيرو النادي ضرورة تدعيم التشكيلة بلاعبين مميّزين، وبذلك فقد استقدم الاتحاد كل من زواري اللاعب السابق لاتحاد بلعباس، واللاعب السابق لاتحاد الحراش بلعربي وكذا اللاعب الليبي اللافي حيث سيقدم هذا الثلاثي الإضافة التي ينتظرها المدرب فروجي، وبالمقابل فقد ترك سعيود الفريق متوجها الى شباب بلوزداد للحصول على وقت أكبر للعب مقارنة بما كان عليه في اتحاد العاصمة، نفس الشيء بالنسبة للاعب يايا الذي طلب فسخ عقده مع الاتحاد، حيث وجد صعوبة في فرض نفسه كلاعب أساسي عند أصحاب الزي الأحمر والأسود، وبدون شك سيجد فريقا يلعب فيه باستمرار بالنظر للامكانيات الكبيرة لهذا اللاعب في وسط الميدان، وتتحدث بعض المصادر إلى إمكانية انتقاله الى فريق وفاق سطيف لخلافة اللاعب جحنيط.

«صفقات خارجية» لتدعيم الخط الأمامي
وإلى جانب اللاعبين الذين ينشطون في الرابطة المحترفة الأولى أو الثانية، فإن الأندية قامت باستقدام بعض اللاعبين الأجانب الذين قد يكونوا الحلول اللازمة في مثل هذه الوضعيات، ولو أن بعض الملاحظين يؤكدون صعوبة حصول الفرق على ما يتمنوه خلال الميركاتو الشتوي كون اللاعب كثيرا ما يحتاج الى فترة للتأقلم في بطولة جديدة من جهة، ومن جهة أخرى فانه لم يقم بالتحضيرات الطويلة التي تسبق المنافسة، وتفضل أغلب الأندية أن تكون هذه الانتدابات خلال فترة الصيف التي يكون الوقت كاف للاعب للتأقلم وبإمكان المدرب معرفة إمكانيات اللاعب بشكل أفضل.
لكن امكانيات بعض اللاعبين الكبيرة، لا سيما في الهجوم قد تصنع الفارق حيث قام فريق شباب قسنطينة باستقدام اللاع الكونغولي ديلان باهامبولي القادم من البطولة الرومانية، وسبق له اللعب في البطولة الفرنسية.
كما قام فريق شبيبة الساورة تدعيم قاطرته الأمامية باللاعب الدولي التنزاني توماس اوليموانغو، الذي سبق له اللعب بنادي تي بي مازمبي حيث من الممكن جدا ان يقدم الاضافة وتسجيل الأهداف..
ومن جهته نادي أهلي برج بوعريريج تحصل على خدمات اللاعب الكونغولي جورج بيديمبو الذي كان يلعب لنادي الشياطين السود، وسيكون من ضمن اللاعبين الذين سيعتمد عليهم المدرب بلال دزيري في خطه الهجومي.