يواصل الأطباء البياطرة بولاية سيدي بلعباس محاصرة بؤر الإصابات بطاعون المجترات الصغيرة وداء الحمى القلاعية، حيث يشرف البياطرة على حملة تحسيسية موازية لحملة التلقيح التي لاتزال مستمرة .
فيما شرعت مصالح مفتشية البيطرة الولائية في تطهير المستثمرات الفلاحية بواسطة مادة الكلورجير للقضاء على هذا الفيروس الذي يصيب المواشي خاصة المجترات الصغيرة التي تتغذى مباشرة من حليب النعاج التي تكون في حالة متقدمة من الإصابة مما يسهل انتقال الفيروس إلى الخروف مباشرة. هذا ويتخوف البياطرة من تضخيم الموالين لعدد الإصابات بعد إعلان الوزارة الوصية تعويض المربين ممن نفقت مواشيهم ، حيث يمكن حاليا التحكم عدد في الموالين وأصحاب المستثمرات الفلاحية المستفيدين من الخدمات الطبية البيطرية في حين تصعب العملية للموالين الغير المسجلين ضمن قوائم المفتشية الولائية للبيطرة خاصة الناشطين بالمناطق الجنوبية للولاية كالمناطق الرعوية والسهبية نظرا لشساعتها .
للإشارة فقد تم تسجيل 118 حالة نفوق لدى الماشية والماعز بسيدي بلعباس بسبب طاعون المجترات الصغيرة وداء الحمى القلاعية من بينها 115 حالة تخص الخرفان وثلاث حالات أخرى لصغار الماعز .وحسب المفتش الولائي للبيطرة قاضي الضيافي فإن بؤر الإصابات تم رصدها لدى 18 مربي بمناطق مختلفة من الولاية على غرار بلديات مرحوم ، تاودموت ، تيغاليمات جنوبا وبويطاس ، وادي سفيون وتنيرة ، هذا وتمت مرافقة المربين لإتخاذ الإجراءات اللازمة كعزل القطيع والقيام بعمليات تطهير للحظائر والإسطبلات . كما تم إقتطاع عينات من المواشي النافقة وإرسالها للمخبر الجهوي لتلمسان الذي أكد وجود إصابات بمرض الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة. وفي ذات السياق تواصل مصالح البيطرة حملة التحسيس والتوعية للمربين من أجل إتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لتفادي إنتقال الإصابة خاصة ما تعلق بمنع نقل المواشي من دون رخص بيطرية ، وحظر أي تجمع للحيوانات المذكورة عبر تراب الولاية تطبيقا لقرار والي الولاية القاضي بغلق الأسواق الأسبوعية للمواشي المقدر عددها ب 9 أسواق المنتشرة عبر إقليم الولاية لمدة 30 يوم .
.. مخاوف كبيرة لدى الفلاحين ومديرية المصالح الفلاحية بباتنة تطمئن
يطالب فلاحو وموالوا ولاية باتنة من السلطات المعنية ضرورة التدخل العاجل لتوفير اللقاحات الخاصة بداء طاعون المجترات الصغيرة، الذي بدأ ينتشر في الآونة الأخيرة بعدة مناطق من الولاية، مهددا بكارثة حيوانية في حال انتشر خاصة وان الولاية معروفة بطابعها الفلاحي وريادتها في تربية عدة شعب حيوانية على غررا الماشية والبقر والماعز.
وكان العديد من المواطنين قد اشتكوا من قلة اللقاحات بعد تسجيل ارتفاع في عدد المواشي التي هلكت مؤخرا بسبب الطاعون ما كلفهم خسائر كبيرة، خاصة بإقليم منطقة الشمرة الفلاحي، الذي تم به توفير أكثر من ألف لقاح تم توزيعها على الموالين الذين يملكون رؤوس بقر.
بدورها مصالح مديرية الفلاحة لولاية باتنة، طمأنت الفلاحين وأكدت أنها قد باشرت عدة إجراءات وقائية وأخرى علاجية لوضع حد لانتشار الداء، من خلال إصدار تعليمة إدارية عاجلة بكل بلديات إقليم الولاية باتنة ، وذلك بعد نفوق العشرات من رؤوس الأغنام خاصة بجنوب الولاية على غرار بلديات بركة، بيطام إمدوكال تقضي بمنع فتح كل أسواق الماشية عبر تراب الولاية لمدة شهر كامل، في انتظار تلقيح الماشية وتحسيس الفلاحة بأنجع طرق مواجهة طاعون المجترات الصغيرة الذي بدأ يتفشى ببلديات الولاية.
وأشارت مصادرنا من مديرية المصالح الفلاحة إلى أنها جندت كل إمكانياتها المادية والبشرية لمواجهة احتمال تفشي الداء من خلال إلزام الفلاحين وكذا الموالين بمنع تنقل ماشيتهم من مكان لأخر خارج إقليم البلدية التي ينتمون إليها إلا برخصة تمنحها الجهات المعنية ممثل في المصالح البيطرية التي تقوم بمنح شهادة تثبت صحة الماشية قبل تنقلها سواء للبيع او للمذبح، وذلك من أجل تطويق الداء وتفادي انتشاره.
ويضاف للإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها مديرية الفلاحة بباتنة إلزام المذابح المرخصة بتخصيص مساحات من مداخلهم لتطهير عجلات الشاحنات التي تنقل الماشية باستعمال مواد مطهرة وتحت الرقابة اليومية لمصالح البلدية.
كما دعت ذات المصالح مربي الماشية إلى تطهير مزارعهم وعتادهم الفلاحي الذي يستعمل في إطعام المواشي وكذا حظر تجميع المواشي ومنع استعمال الروث الحيواني وإحراقه بمواقع تواجده.
ورغم هذه الإجراءات إلا أن الخوف من تفشي الطاعون دفع بالعديد من الموالين إلى إنشاء طوق امني على مواشيهم من خلال منع رعيها والاكتفاء بإحضار الأعلاف لها ومنع الدخول إليها والإكثار من استشارة الأطباء البياطرة خاصة بعد تكبد العدد منهم لخسائر فادحة جراء نفوق العشرات من المواشي.
باتنة: حمزة لموشي