يشكل نشاط تربية المائيات في الأحواض المائية والحواجز أحد الأنشطة الاقتصادية الهامة التي تلقى مزيدا من الاهتمام والإقبال من قبل المتعاملين والمستثمرين بولاية بومرداس، حيث استفادوا من عدة امتيازات مادية وجبائية والأبرز في ذلك العقار الصناعي لتجسيد مثل هذه المشاريع المدمجة مع القطاع الفلاحي للمساهمة في ترقية الثروة السمكية بكل أنواعها وسد العجز المسجل في النشاط البحري..
تعتبر منطقة النشاطات المتخصصة في مهن الصيد البحري وتربية المائيات التي يتم إنجازها ببلدية زموري على مساحة 20 هكتارا أحد أهم المكاسب التي تدعم بها قطاع الصيد البحري بولاية بومرداس، بالنظر إلى حجمها وعدد الحصص الموزعة المقدرة بـ40 حصة ونوعية الأنشطة المبرمجة فيها والمرتبطة بها كمركز التكوين المهني المتخصص، فكانت محل معاينة أول أمس من قبل وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد القادر بوعزقي الذي أشرف خلالها على تسليم عدد من قرارات الاستفادة وعقود الامتياز للمستثمرين وحاملي المشاريع من أجل الانطلاق في النشاط الذي يجعل من الولاية منطقة نموذجية في مجال تربية المائيات على المستوى الوطني خاصة بعدما توسعت للحقل الفلاحي المدمج بتشجيع الفلاحين على تربية الأسماك والاستفادة من الدعم وبرامج التكوين.
كما حظي عدد من المشاريع الاستثمارية الأخرى في مجال تربية المائيات بمتابعة مباشرة من وزير القطاع من أجل تشجيع أصحابها ورفع انشغالاتهم المطروحة، منها مزرعة مائية متخصصة ونموذجية في تربية سمك الجمبري تتواجد بمنطقة الصغيرات ببلدية الثنية تتربع على مساحة حوالي 3 هكتارات وبمقدورها إنتاج ما يزيد عن 200 طن من سمك الجمبري سنويا، كما عرفت منطقة زموري عدة مشاريع أخرى لتربية المائيات في الأقفاص العائمة تنتظر هي الأخرى عملية الدعم والمرافقة.
وقد شهد نشاط تربية المائيات في السنوات الماضية الكثير من الحيوية بولاية بومرداس بتسجيل 5 مشاريع تمحورت أغلبها بحوض بلدية زموري، رأس جنات ومنطقة ليصالين بدلس، لكن في مجملها تنتظر الانطلاقة الفعلية في عملية الاستغلال بعد رفع العراقيل والاستفادة من المرافقة الميدانية من قبل مديرية الصيد البحري لمواجهة مختلف المخاطر المتعلقة بالتقلبات الجوية التي تشكل أكبر تهديد لهذه الأقفاص العائمة، إضافة إلى مبادرات أخرى توسعت إلى المجال الفلاحي بحوالي 28 مشروعا عن طريق تشجيع الفلاحين على تربية المائيات في الحواجز والسدود الصغيرة وهي تجربة أثبتت نجاعتها ومردودها الكبير.