طباعة هذه الصفحة

“الشعب” ترصد حركة التّنمية ببلدية تبركانين بعين الدفلى

المسؤولون المحليّون حريصون على التّكفّل بمطالب السّكان الضّرورية

عين الدفلى: و - ي - أعرايبي

ثمّن سكان بلدية تبركانين الأداء التنموي والتكفل بالإنشغالات المطروحة من طرف المنتخبين المحليين في ظرف سنة من مجابهة التحديات التي واجهت المنطقة عبر أجندة المقترحات التي تم حصرها ضمن الأولويات التي حددها رؤساء الجمعيات وأعيان المداشر، الذين مازالوا يلحّون على تحقيق المطالب المتعلقة بتحسين المستوى المعيشي كتوفير السكن الريفي والإجتماعي والترقوي، وتوسيع شبكة الكهرباء الريفية والماء الشروب والتهيئة العمرانية ومرافق للشباب لضبط مخطط لوجه المدينة التي صارت بحاجة إلى ورشات كبرى، يقول السكان والمجتمع المدني والمنتخبون.

 بحسب هؤلاء فإن التحدي قائم وتجاوزه صار ممكنا بالنظر إلى توفر الإرادة ورغبة المنتخبين في إزالة النقائص، والتخفيف منها في عدة مجالات إذا ما توفر الدعم والإمكانيات اللازمة، يقول السكان وأعضاء المجتمع المدني الذين يقاسمون الصعوبات اليومية مع أبناء المنطقة التي عادت لهم الرغبة القوية في تنمية بلديتهم التي عانت الكثير خلال السنوات المنصرمة، يقول محمد وجيلالي ورفيقهما سفيان الذين التقينا بهم.
 
توفير ظروف التّعليم والتكفل بالخدمات المدرسية

وجد المنتخبون غداة تسلم تسيير شؤون البلدية نقائص عديدة في قطاع التعليم الإبتدائي المثقل بالعراقيل الميدانية، التي ظلّت تواجه 13 مدرسة إبتدائية بإقليم البلدية، الأمر الذي عجّل بتخصيص عمليات ترميم واسعة، يقول يحيى بن عبيلة المسؤول الأول بالبلدية بعدما منحت السلطات الولائية إعانات تتعلق بهذا الجانب، حيث مست المساكات والصيانة ودورة المياه وتصليح التسربات المائية والأبواب والنوافذ مع تجديد عمليات الطلاء، وإعادة الإعتبار لبعض الفضاءات بمحيط المدارس.
ومن جانب آخر، تكفلت ذات المصالح بتصليح التدفئة من خلال عمليات الربط بشبكة غاز المدينة، كما هو الحال بمؤسسة ابن باديس وبن علي موسى وبولكباش. كما شملت عمليات التدفئة برمجة عدة مدارس ريفية ضمن شبكة التدفئة المركزية التي مست عدة مؤسسات نائية، يقول محدثنا الذي أكد لنا أن مصالح بلديته تسهر على توفير ظروف التمدرس في أحسن الأحوال، خاصة لأبناء هذه المدارس النائية ضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين مركز البلدية والمناطق الريفية النائية، يشير محدثنا الذي أشاد بوقوف رئيس الدائرة إلى جانب المجلس قصد التكفل الحسن بمتمدرسي المنطقة، التي عادت بقوة في مجال الأنشطة التنموية التي تشرف عليها المصالح المعنية.
وفي سياق ضمان الإطعام المدرسي، تمكّنت البلدية بدعم من السلطات الولائية والدائرة من فتح مطعمين جديدين بتبركانين مركز، الأمر الذي جعل الوجبات الغذائية المقدمة في ظروف جيدة كلها ساخنة، وهو ما يساعد التلاميذ على شحذ طاقتهم أثناء الأنشطة الدراسية التي يشرف عليها إطار إداري وبيداغوجي يلقى كل الدعم من طرف أعضاء المجلس البلدي ومصالح الدائرة التي تتابع ظروف التمدرس عن قرب، يقول نور الدين رفسة رئيس دائرة العطاف.
أما بخصوص توفير النقل المدرسي للتلاميذ، فلم تتأخر البلدية في وضع كل الإمكانيات المادية لتجهيز وتحضير الحافلات انطلاقا من حظيرتها عبر عدة خطوط نحو المؤسسات التربوية بالرغم من تباعد مساكن التلاميذ عبر أزيد من 26 دشرة منتشرة بإقليم البلدية، الامر الذي جعل الولاية تخصص إعانات مالية قصد التعاقد مع الخواص لتدعيم العملية التي لم تسجل لحد الساعة أي إختلالات تذكر، يقول التلاميذ الذين إلتقينا بهم من قرى بني حيي وبعطوش والمرامدية والبقلة الذين ثمنوا جهود المنتخبين المحليين.
ولم تتخلّف المصالح البلدية في تحقيق مطالب ضمن إمكانياتها المحدودة وميزانيتها التي تعتمد على إعانات الدولة في تسيير شؤون البلدية والعمليات التنموية ذات الأولوية بالنسبة لمطالب السكان والشباب بالخصوص. هذه الوضعية مكّنت من تحقيق تحويل مرآب إلى قاعة متعددة النشاطات لفائدة شباب حي العربي سعيدي مع ملعبين جواريين معشوشبين تم فتحهما بحي الإستقلال كإجراء استعجالي، يقول رئيس البلدية الذي ثمّن المساعدات التي تقدمها بعض المؤسسات العاملة بمحاجر تبركانين بهدف إصلاح وتسوية أرضية ملعب كرة القدم المحاذي للمنطقة الصناعية بواسطة الرمل، وقصد السماح للفرق الرياضية بالتدريب وممارسة أنشطتها في انتظار تكفل السلطات الولائية بعملية زرع العشب الإصطناعي كما هو جار بعدة بلديات، يقول مير تبركانين الذي كشف عن مواهب شابة في عدة فروع رياضية من شأنها تشريف المنطقة والحصول على نتائج كما هو الحال بألعاب القوى والعدو الريفي.
 
 الوقاية الصحية وضمان إيصال الماء الشّروب  

عجّلت الوضعية الصحية التي رفعها سكان عدة مداشر وقرى نائية بغرض التكفل بها بصفة استعجالية تحرك المصالح البلدية، خاصة في إزالة أخطار الصرف الصحي لدى عدة عائلات كانت في السنوات المنصرمة حبيسة الإعتماد على الحفر التقليدي لرمي النفايات المنزلية السائلة التي تسببت مع مرور الوقت في الإنهيار وتسرب مياهها القذرة على مستوى السطح، الامر الذي صار يشكل أخطارا وبائية على صحة السكان عموما والاطفال والعجزة بفعل ضعف جهاز المناعة لديهم، يقول محدثونا في عين المكان. هذه الوضعية المشينة مكّنت البلدية من تسجيل عدة عمليات استهدفت ربط فرقة بلقاضي والعلامسية ودقيش من الجهة الغربية مع اتمام أشغال المشروع الخاص بفرقة أولاد بن سعيد وكذا بقعة الرقايق التي تم إيصالها بالشبكة بصفة نهاية بعد معاناة طويلة، يقول محدثونا من أبناء المنطقة، الذين عبّروا عن ارتياحهم لتجسيد هذه العمليات التنموية. لكن يبقى النقص مسجلا بفرقة حمومة الواقعة بالجهة الشرقبة لأولاد بن سعيد وسكان منطقة وقاد المحاذين للطريق السيار - شرق غرب العابر للمنطقة، وهي العملية التي أكد لنا رئيس البلدية أنها مقترحة لدى المصالح الولائية ضمن العمليات التنموية.
ومن جانب آخر، استجابت البلدية لمطالب سكان أولاد الشيخ والسلايمية والهواورة والمقاشيش، حيث تم تزويدهم بالماء الشروب بعد سنوات من المآسي والشكاوي العديدة، الأمر الذي جعلهم يعبرون عن ارتياحهم لتحرك السلطات المحلية ومصالح الدائرة التي استلمت مقترحات تخصص عمليات مماثلة لفائدة منطقة المالح بالحجاج والبقلة وفرقة بونوة والمرامدية، بالإضافة إلى عملية أخرى من شأنها تزويد فرقة أولاد عزة والحي البلدي عن طريق تمديد الأنبوب من محطة المعالجة والتصفية بسد تكزال الواقع بمنطقة الروابح، حسب رئيس المجلس البلدي الذي اعتبر العملية هامة تمكّن سكان هذه النواحي من الإستقرار بأراضيهم والقيام بالنشاط الفلاحي من زراعة الحبوب، وغرس الأشجار المثمرة التي تعد مصدر رزقهم، كما يقول الحاج محمد والجيلالي.
تحقيق هذه العمليات الخاصة بتهيئة قنوات الصرف الصحي وإيصال الماء الشروب من شأنها ضمان صحة السكان، ومحاربة الأمراض والأوبئة التي تنتقل عبر المياه والمياه القذرة. ومن جانب آخر تدعّمت هذه المشاريع التنموية بتسجيل عمليات ترميم هامة مست قاعتي علاج بكل من الروابح وأولاد علي لتمكين المرضى من التداوي وإجراء الكشوف الطبية التي تقوم بها الفرق المعنية.
ولازالت فرحة سكان بلدية تبركانين حسب تصريحاتهم بعين المكان لم تكتمل مادامت أن عمليات الربط بشبكة غاز المدينة لم تمس كل مناطق البلدية، حيث اقتصرت لحد الساعة على تبركانين مركز وربط حي الرقايق والعلامسية وأولاد بن سعيد، فيما لازالت بعض الجهات تنتظر استكمال المشروع لتعميم الإستفادة ورفع الغبن عن التجمعات السكانية الكبرى التي طالما انتظرت وصول هذه المادة الضرورية للعائلات المحرومة.
ومن جهة أخرى، تساءل السكان عن تغييب منتخبي المجلس الشعبي الولائي أثناء مناقشتهم الأخيرة في الدورة الخريفية لمعضلة الكهرباء الريفية، التي مازال أصحاب السكنات الريفية التي تم إنجازها خلال هذه السنة بدون ربط كهربائي رغم نقل انشغالاتهم. هذه الوضعية وقفت عليها المصالح البلدية التي شخّصت النقائص وأعدّت دراسة تقنية سلمت لمصالح سونلغاز، غير أن هذه الأخيرة لم تنطلق في الأشغال رغم تعليمات الوالي الصّارمة التي وجّهها بخصوص للمصالح المعنية، حسب تصريحات السكان الذين طالبوا مسؤولي البلدية بالتدخل لإنطلاق المشروع.
 
 مشروع السّكن التّرقوي المدعّم محل ارتياح

لقي مشروع إنجاز 159 وحدة سكنية من صيغة الترقوي المدعم، الذي تشرف على تجسيده مقاولة أحمد مداح بتقنيات عالية مضادة للزلازل إرتياح السكان، كونه سيحل جزءاً من معاناة طالبي السكان بهذه البلدية التي لم تخصّص لها حصة كبيرة من الوحدات السكنية لإمتصاص العدد الهائل من الطلبات التي تم إيداعها على مستوى الجهات المعنية. وبحسب المسؤول الأول عن المقاولة فإن تسليم المشروع الذي سيساهم في تزيين المحيط العمراني بمركز البلدية، سيكون في تاريخه المحدد حسب دفتر الشروط والعقد المبرم مع الجهة الوصية. ومن ناحية أخرى، فإن حصة الإجتماعي المقدرة بـ 50 والتي سوف توزّع لاحقا غير كافية لإستيعاب الطلب المتزايد، يقول أبناء المنطقة الذين يناشدون السلطات الولائية برفع حصة هذا النوع من الصيغة، مع تخصص حصص معتبرة من الإعانات الريفية، بحيث لم توزع خلال هذه السنة سوى 195 إعانة، وهو عدد غير كاف بالنظر إلى العدد الكبير من الطلبات، والتي قال عنها رئيس المجلس البلدي أنها تفوق 1800 طلب. وعن المقترحات التي قدّمها المجلس الشعبي للمديرية المعنية بالسكن، أوضح محدثونا أن القائمة المقترحة محدّدة بـ 400 إعانة، والتي من شأنها التخفيف من العجز المسجل بالمنطقة.
وعكست الإنطلاقة القوية للمشاريع الإستثمارية التي تم اعتمادها من طرف الوالي بالمنطقة الصناعية بالكرمة ببلدية تبركانين فعالية كبيرة في فتح مناصب شغل معتبرة في كل التخصصات لفائدة شباب المنطقة التي عانت من البطالة خاصة الفئات التي خضعت للتكوين والتمهين، الأمر الذي سجل انتعاشة وحركية بين أبناء المنطقة يقول يحيى بن عبيلة رئيس البلدية، الذي أثنى على دور المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية في إحياء المنطقة وتفعيل النشاط الفلاحي بها، حسب ما علمناه من مهنيي القطاع ومدير الفلاحة مختار بوعبدلي، الذي إعتبر المردود خاصة في الحبوب والقمح على وجه الخصوص بالمشجّع بأراضي تبركانين بفضل نوعية التربة وطبيعة الممارسين مع آليات الدعم التي قدمتها الدولة لفلاحي المنطقة للتنشيط الزراعي، وضمان اليد العاملة المختصة يقول محدثنا، الذي أثنى على دور المنتخبين وتشجيعاتهم للعاملين بالقطاع الفلاحي كون الناحية فلاحية بامتياز، يشير مدير الفلاحة.