كون 8 آلاف إطار في جهاز الإتصالات اللاسلكية
قال المجاهد والعقيد عمار معمري، أمس، إن الثورة الجزائرية استعملت الاتصال البشري لتبليغ الرسالة للمسؤولين، غير أنها كانت تصل متأخرة ما ولد فكرة الاتصالات اللاسلكية التي جاءت من طرف عبد الحفيظ بوصوف وتجسدت عن طريق المجاهد علي ثليجي الذي اخترع «سلاح الإشارة» حيث خلق الجانب التقني والتكويني عبر مراحل وباستعمال تقنية المورس عن طريق جاهز «أر .جي.أس.أن .اف» الذي استعمل في الاتصال بين الولايات والخارج.
أوضح عمار معمري أحد إطارات الثورة، أمس، في ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمنتدى المجاهد بمناسبة الذكرى 38 لوفاة عبد الحفيظ بوصوف أن مؤتمر الصومام ليس أول من تحدث عن الاتصالات وإنما تجسد من قبل على يد علي ثليجي الذي كان اختصاصي تقني في اتصالات الثورة وكون إطارات في 3 ميادين تقنية المورس، الصيانة والشيفرة لكي لا تكون المعلومات مكشوفة للعدو.
وبخصوص العتاد المستعمل قال معمري أن أول جهاز استعمل هو «ار. جي.أس.أن .ف» أمريكي مستعمل في المشاة الأمريكية ومصنع في ألمانيا، حيث كلف» شان قريحا عبد القادر» بشراء الجهاز المحمول الذي استعمل للاتصال بين الولايات والخارج مع المغرب وتونس، بالإضافة إلى الاستعانة بـ 50 جهاز آخر لتصليح بعض الأجهزة وتوزيعها على جميع الولايات مصحوب بـ 3 أشخاص من بينهم مصلح ليتم فيما بعد بخلق مراكز التكوين.
وأضاف المجاهد أن أول قاعدة للتكوين كانت تحوي 4 أفواج أي 65 متربصا على مدار 3 أشهر حيث تم توزيعهم على جميع الولايات وتحت إشراف ثليجي وتم تكوين 13 دفعة أخرهم قبل الاستقلال بشهر من خلال تكوين 8 آلاف إطار، لتكون فيما بعد شبكات شرقية وغربية وكذا دولية يربطها الاتصال المباشرة بتونس، طرابلس، القاهرة ودمشق، بالإضافة إلى محطة أخرى، هوالانتشار - يقول معمري الذي لعب دور في تسيير الثورة ونجاحها.
وأشار في ذات السياق الى أن الإذاعة الجزائرية التي كان أول بث لها في 16 ديسمبر 1956 إلى غاية جويلية 62 19 أغلب تقنييها ومسييرها خريجي اتصالات الثورة، بما فيهم المجاهد معمري الذي عمل على تحسين ظروف البث والتغلب على التشويش.
من جهته، قال المجاهد والدبلوماسي السابق محمد خلادي في كلمة «أن أول لقاء له مع بوالصوف كان بعد 3 أشهر من توليه منصب عقيد بالولاية 5 التاريخية، معترفا بنظرة مؤسس «المالغ» الاستشرافية بفضل تسييره المحكم ونظرته الواسعة استطاع أن يحولها إلى منطقة كفاح من خلال تجنيد 3 ألاف متطوع لصيانة الأسلحة والعتاد الحربي».
وقال المجاهد أيضا، إن بوالصوف استطاع بعبقريته أن يجند طاقات بشرية لتعويض النقص المسجل في الأسلحة والإمكانيات.