طباعة هذه الصفحة

غادرونا في 2018

شخصيات ثقافية وفنية زرعت البسمة والفرح في قلوبنا

شخصيات عديدة في المجال الثقافي والفني بالجزائر رحلت عنا هذه السنة تاركة وراءها  ميراثاً فنيّاً وفكريا  لجمهورها وأعمالا
 ستبقى خالدة دوماً في الذاكرة،  زرعت الفرح والبسمة والأمل، وجسدت مواهبها سواء في الكتابة الادبية، أو الفن التشكيلي أو الموسيقى، المسرح والسينما.

 صونيا.. سيدة الخشبة الراحلة في صمت  

 من بين هذه الشخصيات التي ودعتها الساحة الثقافية الجزائرية سنة 2018، الفنانة صونيا (سكينة مكيو) التي توفيت في شهر ماي عن عمر يناهز 65 سنة بعد معاناتها من مرض ألزمها الفراش وكانت الراحلة قد توقفت عن العمل في الفترة الأخيرة، بعد أن قدمت للمسرح  الجزائري عشرات الأعمال في مسيرتها الحافلة كممثلة ومخرجة ومسيرة للمسرحين الجهويين بسكيكدة وعنابة ومعهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان وعلى مدار أكثر من أربعة عقود قدمت صونيا أزيد من خمسين عملا مسرحيا، بالإضافة إلى الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وسجلت حضورا مميزا في الذاكرة الجزائرية من خلال أعمالها.

 الممثل المخضرم عمار معروف

الفنان عمار معروف الذي انتقل إلى رحمة الله عن عمر يناهز الـ76 سنة في شهر جويلية من هذه السنة، بعد رحلة صراع مع المرض ألزمه الفراش والمكوث لفترة بمستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة وقد كان الممثل المرحوم قامة من قامات المسرح الوطني الجزائري، حيث دخل عالم التمثيل منذ سنوات الستينيات وكان شاهدا على نهضة المسرح إلى جانب ممثلين كبار آنذاك، كما أدى أدوارا ثانوية في السينما الجزائرية على غرار مشاركته في فيلم «معركة الجزائر»، له سجل حافل بالأعمال المسرحية والتلفزيونية من بينها مسرحية «البوابون» والمسلسل التلفزيوني «المصير»، «جروح الحياة».

 الفنان محي الدين بوزيد المدعو «محيو»

الفنان محي الدين بوزيد فارقنا أيضا في شهر أكتوبر إثر تعرضه لوعكة صحية وكان الفنان قد دخل في غيبوبة قبل أيام بالمستشفى الجامعي بباتنة، نتيجة إصابته بمرض على مستوى الجهاز التنفسي، إلا أنه استطاع أن يبرز في عدة أعمال مسرحية وتلفزية، منها فيلم «بين يوم وليلة»، مسلسل «دوار الشاوية»، مسلسل «بساتين البرتقال»، ومسلسل «جحا».

الفكاهي أحمد حمدان

وفي شهر ديسمبر توفي الممثل الفكاهي أحمد حمدان المعروف باسمه الحقيقي «أحمد بوغوبة»، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ61 عاما وشارك «غوبوبة» في عدة أعمال مسرحية وأفلام سينمائية منذ نهاية السبعينات من بينها «البوابون» و»المحاولة الكبرى». كما أدى أغاني مقدمة برامج هزلية بثها التلفزيون إلى جانب عروض خاصة بالأطفال، ولقي شهرة كبيرة بعد مشاركته في برنامج الكاميرا المخفية «الطاكسي المجنون» التي أخرجها بلقاسم حجاج.

فقيد الكوميديا محمد جديد «بوضو»

في 15 أفريل 2018، رحل الممثل الكوميدي محمد جديد، الملقب باسم هواري ثلاثي الأمجاد أو «بوضو»، بعد صراع مع مرض عضال. وقد عرف الفنان في العديد من الأعمال لا سيما منها السلسلة الفكاهية
« ثلاثي الأمجاد» وأعمال أخرى فكاهية أثرى بها الساحة الفنية على غرار «عمارة الحاج  لخضر» 1و2 و»يوميات زربوط» و»سوق الحاج لخضر». وأحرز الفقيد على العديد من الجوائز التكريمية تقديرا لأعماله الفنية التي أثرى بها الفن الفكاهي الجزائري من بينها تكريمه رفقة زملائه ضمن « ثلاثي الامجاد» خلال الطبعة العاشرة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي.

 الناقد الأدبي أحمد شريبط

في 04 فيفري 2018، فقدت الساحة الثقافية والأدبية الجزائرية  الكاتب والناقد الأدبي أحمد شريبط الذي وافته المنية بمستشفى ابن سيناء بعنابة عن عمر ناهز 61، بعد صراع  طويل مع المرض.
وقد خلّف الراحل أحمد شريبط الذي شغل أيضا منصب أستاذا جامعيا بكلية اللغة والأدب العربي بجامعة  باجي مختار بعنابة، وراءه رصيدا أدبيا غنيا جمع فيه بين القصة والنقد والمقالات الأدبية، اقتحم المشهد الأدبي في سبعينيات القرن الماضي من خلال كتابه حول المجاهدة «جميلة  بوحيرد» وكتاب «القصة  الجزائرية» وآخر حول الأديبة زليخة سعودي. ونشر الفقيد في صحف ومجلات جزائرية وأخرى عربية وكتابات حول الأدب الوطني كما ساهم في إثراء التحولات الثقافية في الجزائر.

 الشاعر عثمان لوصيف

في أواخر شهر مارس 2018 رحل الشاعر الجزائري، عثمان لوصيف، في 27 عن عمر ناهز 67 عاما، بعد معاناة مع المرض في أحد المستشفيات بمسقط رأسه في ولاية بسكرة. ولد ببسكرة سنة  1951 وتخرّج من معهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة. له العديد من الدواوين الشعرية، من أبرزها «الكتابة بالنار» و»شبق الياسمين» و»أعراس الملح» و»قالت الوردة». وشارك في محافل شعرية وأدبية عديدة، وحصل على الجائزة الوطنية الأولى في الشعر عام 1990.

 «مارسيل بوا» حامل الرواية الجزائرية إلى العالمية

في 04 جوان 2018 رحل المترجم مارسيل بوا الذي شكّل طوال مسيرته جسرا ثقافيا وحضاريا حقيقيا ونموذجيا يصل ما بين الأدباء الجزائريين الذين يكتبون بالعربية وأولئك الذين يكتبون بالفرنسية.
رحل المترجم والمثقف ورجل الدين المسيحي مارسيل بوا (1925 - 2018)، ودفن بالمقبرة المسيحية بالحراش بالجزائر العاصمة وهو الذي عُرف بترجماته للرواية الجزائرية من العربية إلى الفرنسية، قدم إلى الجزائر سنة 1960 واستقر بها، عشق بوا الرواية الجزائرية  وساعد في خروجها إلى العالمية من خلال ترجمته للكثير من أعمال الروائيين أمثال عبدالحميد بن هدوقة ورواياته «ريح الجنوب» و»نهاية الأمس» و»بان الصبح» و»الجازية والدراويش» و؛غدا يوم جديد»   و أعمال الروائي الطاهر.

 رسام الثـورة المجاهد عبــد القـادر هوامـــل

في 14 جوان 2018 توفي المجاهد وعميد الفن التشكيلي الجزائري المعاصر عبد القادر هوامل بإيطاليا المعروف باسم
رسام الثورة التحريرية، وسفير الفن الجزائري بايطاليا وأوروبا هو من الرعيل الأول للفنانين التشكيليين المعاصرين، على غرار بشير يلس ومحمد راسم وغيرهما وقد ترك بصمته الإبداعية في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة. كان أول معرض له في تونس. حصد مجموعة كبيرة من الجوائز، منها الجائزة الأولى في الفن التشكيلي في سان فيتو رومانو.

 الممثل المسرحي عمر طيان

 في 20 مارس 2018، توفي الممثل عمر طيان، أحد الوجوه الفنية البارزة في عالم المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون الجزائري عن عمر يناهز 78 سنة بعد مرض عضال. من مواليد سنة 1940 بولاية البليدة، استهل عمر طيان مشواره الفني سنة 1965 في السينما إلى جانب كلثوم ومحمد شويخ في فيلم «ريح الأوراس» من إخراج  محمد لخضر حمينة والذي شارك في مهرجان «كان» عام1966.
شارك طيان في العديد من الإعمال المسرحية، وخصوصاً في المسرح الوطني الجزائري، منها «النقود الذهبية» لعبد القادر علولة و»الجثة المطوقة» و»أحمر لون الفجر» و»بني كلبون».

 فاروق بلوفة.. مخرج فيلم«نهلا»

 في 9 أفريل 2018، رحل بباريس الفرنسية فاروق بلّوفة، السينمائي الجزائري مخرج فيلم «نهلا» الشهير. أوّل تجربة روائيّة طويلة عن دوامة العنف والجنون في لبنان، خلال الحرب الاهلية. بدأ فاروق بلوفه حياته السينمائيّة مساعداً للمخرج المصري يوسف شاهين في «عودة الابن الضال»، وحين خاض مغامرة «نهلا» لم يكن في رصيده سوى فيلم واحد نقدي عن «حركة التحرير» (1973) منع آنذاك من قبل الرقابة الجزائريّة وأحرقت بكراته.

 محمد دماغ.. «أبو النحت الجزائري»

وُري الثرى، يوم الجمعة 17 / 08 /2018، في مقبرة بوزوران بباتنة «شرق الجزائر»، هو جثمان النحات الجزائري المجاهد محمد دماغ، بعد أن وافته المنية عن عمر ناهز 88 عاما. يعد محمد دماغ  أبرز رواد النحاتين الجزائريين، ولد في 4 جويلبة 1930 في مدينة باتنة، دخل الحياة الفنية سنة 1966 ونظم وقدم عدة معارض جماعية وفردية في الجزائر في 1972، 1983و 1992، وأيضا في الخارج. من أهم إنجازاته الفنية تمثال «التعجب»، وتمثال «الأم والابن» اللذان أنجزا بمناسبة المهرجان الأفريقي للجزائر العاصمة، سنة 1969.

 نجما الموسيقى والفن رشيد   طه ومحمد علام  

المغني الجزائري رشيد طه توفي في شهر سبتمبر من هذه السنة، بسبب أزمة قلبية عن عمر يناهز 59 سنة، ويعدّ رشيد طه من الجيل الأول من المهاجرين الجزائريين الذين استقروا في فرنسا مع عائلته في ستينات القرن الماضي.
في بداياته حاول طه تقديم «الروك العربي» مع مجموعته بإيقاع موسيقى الراي الجزائرية وفي عام 1990، بدأ يعمل منفردا وأدخل الرقص إلى موسيقاه وفي عام 1996 أطلق «أوليه أوليه»، «ديوان» عام 1998، وألبوم «صنع في المدينة» عام 2000 الذي سجله في باريس ولندن ومراكش، عاكسا بذلك التأثيرات الثقافية المختلفة على أعماله.
وفي نفس الشهر، سبتمبر توفي الفنان الجزائري جمال علام، الذي يعد أهمّ أيقونات الأغنية الأمازيغية في الجزائر بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 71 عاما، كما اشتغل الراحل في مجال السينما، من خلال إخراجه سنة 2012، لفيلم قصير عنونه بـ»المقعد العمومي»، نال عبره عدّة جوائز، وألف أيضا الموسيقى التصويرية لعدة أفلام روائية ووثائقية، وظهر كممثل في أكثر من 10 أفلام جزائرية وفرنسية.