أعلن الجيش السوري أمس الجمعة دخول وحداته إلى منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال البلاد، بعد وقت قصير من توجيه الوحدات الكردية دعوة الى دمشق للانتشار في المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية.
أورد الجيش في بيان تلاه متحدث عسكري ونقله الإعلام الرسمي السوري «استجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها».
وذكرت القيادة العامة للجيش السوري ، أن هذه الخطوة جاءت «انطلاقا من الالتزام الكامل للجيش والقوات المسلحة بتحمل مسؤولياته الوطنية في فرض سيادة الدولة على كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية واستجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج».
وأكدت قيادة الجيش على «أهمية تضافر جهود جميع أبناء الوطن في صون السيادة الوطنية، وتجدد تأكيدها وإصرارها على سحق الإرهاب، ودحر كل الغزاة والمحتلين عن تراب سوريا الطاهر».
ويأتي هذا البيان بعد وقت قليل من توجه «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تشكل العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بدعوة رسمية إلى حكومة دمشق لفرض السيطرة على منبج، في ظل التهديدات التركية بالتدخل في شرق الفرات.
خطوة لاستعادة الاستقرار
هذا و قد رأى الكرملين امس أن دخول الجيش السوري منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديوقراطية في شمال البلاد، بعد توجيه الوحدات الكردية فيها دعوة إلى دمشق للانتشار فيها من أجل حمايتها من التهديدات التركية، أمر «إيجابي»، معتبرا أن ذلك يساهم في إرساء «الاستقرار».
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «بالطبع، هذا يسير في اتجاه استقرار الوضع. توسيع منطقة سيطرة القوات الحكومية .. هو بالتأكيد توجه إيجابي»، متحدثا عشية زيارة وفد تركي إلى موسكو.
وجاءت هذه التطورات على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سحب قوات بلاده من سوريا.
وفي وقت سابق أصدرت قوات حماية الشعب الكردية، امس الجمعة، بيانا دعت فيه الحكومة السورية إلى فرض سيطرتها على المناطق التي انسحبت منها القوات الامريكية ولا سيما منبج وحمايتها من الهجوم التركي.
وكانت مصادر قد ذكرت أن مقاتلين في فصائل تدعمها أنقرة عززوا مواقعهم في المنطقة المحيطة بمدينة منبج في إطار استعدادهم لانسحاب القوات الأمريكية بعد قرار واشنطن المفاجئ سحب قواتها.
وتشهد مدينة منبج في الشمال السوري حالة من الترقب والتوتر بعد إعلان واشنطن نيتها سحب قواتها من سوريا، وتوجه رتل عسكري تركي إلى الحدود الجنوبية بولاية كليس التركية.
بداية انتهاء المقاطعة العربية لسوريا
أكد وزيرا خارجية روسيا والأردن على ضرورة التوصل لحل سياسي وإنهاء الأزمة السورية، واستعادة سوريا لدورها في منظومة العمل العربي المشترك.
وشدد سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، على أهمية أن تلعب الدول العربية دورا إيجابيا لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الهدف الرئيس والنهائي من الجهود المبذولة في إطار مسار أستانا هو القضاء على الإرهاب، وإنشاء ظروف ملائمة للعيش بأمان لجميع مكونات الشعب.
جاء تأكيد لافروف و الصفدي بينما بدأت الدول العربية تتجه نحو انهاء مقاطعتها لسوريا ، و العودة الدبلوماسية التدريجية الى دمشق .
و في الإطار أعلنت السلطات البحرينية، امس الجمعة، استمرار عمل سفارتها لدى سوريا، لافتة إلى أن السفارة السورية في العاصمة المنامة تقوم بعملها المعتاد.
وتعتبر البحرين ثاني دولة (بعد الإمارات) من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، تعلن عودة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية.
وكانت دولة الإمارات أعلنت، الخميس، عودة العلاقات مع سوريا وعزت ذلك إلى حرص أبوظبي على استقرار سوريا ووحدة أراضيها.